دعم صغار المطورين

من أهم أهداف وزارة الإسكان الاستراتيجية زيادة المعروض من المساكن والأراضي، لكبح جماح الأسعار التي نعرف أنها مرتفعة نتيجة كثير من العوامل التاريخية والنظامية التي نجحت الوزارة نسبيا في خلخلتها.
يعاني صغار المطورين العقاريين مساواتهم بالكبار في كل شيء تقريبا لجهة الرسوم الحكومية، ومن هذه الرسوم التي عرفت من أحدهم رسوم فرز الوحدات السكنية كالفلل وشقق التمليك التي تتقاضاها وزارة الإسكان، وهي من الرسوم المستجدة في السوق إذ لم يكن معمول بها في الماضي.
هذه الرسوم تحديدا عرضتها على ماجد الحقيل وزير الإسكان في أحد اللقاءات، ووعد بدراسة الأمر تشجيعا لصغار المستثمرين في قطاع الإسكان وتحقيقا لهدف زيادة المعروض في السوق.
مثل هذه المبادرة وغيرها من تخفيف الشروط سيشجع مزيدا من المطورين، وسيزيد الداخلين للسوق ويوجد منافسة يفترض أنها تزيد الجودة، خاصة أن الوزارة لها مبادرات جيدة في ملف الجودة، حيث يعاني كثير ممن اشتروا من المشاريع "سريعة التحضير" عيوبا كثيرة وبعضها كبير في المباني، وهو أمر نتمنى اختفاءه مع انتباه الوزارة له.
صغار المطورين ممن يبنون مساكن تقع في خانة الآحاد غالبا لهم ميزة صغيرة أحسبها مهمة، أنهم يشترون القطع البيضاء داخل الأحياء ويعمرونها، أو يشترون البيوت القديمة كبيرة المساحة ويحولونها إلى عدة وحدات سكنية، بينما كبار المطورين يبحثون عن مخططات كبيرة وغالبا بعيدة فيزيدون من التوسع الأفقي ويوجدون مزيدا من الفراغات بين الأحياء.
التجربة التي يقول بها الناس إن المشاريع الأصغر غالبا أجمل وأفضل جودة ربما لتركيز المطور ومباشرته الأمر بنفسه، أو أيضا لرغبة الصغار في صناعة اسم موثوق في السوق، وهذا لا يعني أن كل كبار المطورين يفتقدون الجودة لكن بعضهم يفقد تركيزه لكثرة المواقع أو كبر حجم المشاريع.
الإسكان قرين الصحة والتعليم في ثلاثية احتياجات الناس الحياتية الأساس لتحقيق جودة الحياة والأهم تحقيق مزيد في الحياة من تفوق وإبداع وإنتاج لمن يسر الله له أو سخر له، والسعودية قطعت في ملف الإسكان شوطا مهما ومشهودا يرفع سقف طموحاتنا وتوقعاتنا، ويزيد آمالنا بأن تكون العقبى للتعليم والصحة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي