Author

يقول صندوق النقد إننا سنفلس! "1"

|



دراسة صندوق النقد الدولي تقول إنه دون إصلاحات ستستهلك دول الخليج احتياطاتها بحلول عام 2034. هذا صحيح إن كانت ثرواتنا هي النفط فقط. طوال الوقت كانت النظرة إلى النفط أنه لن يدوم؛ إما سينضب - كما كانت تقول المدرسة القديمة - وإما سيستغنى عنه كليا أو يضمحل الطلب عليه. لا جديد فيما قاله صندوق النقد الدولي، عدا التضخيم الإعلامي. والدليل أنه لا يوجد جديد، هو ما نعايشه هنا، فإطلاق "رؤية 2030" سبقها إعلان برنامج لإعادة الهيكلة المالية والاقتصادية. كما أن مستهدفات "الرؤية" تتناول تطلعات محددة لتنمية الإيرادات غير النفطية، وليس خافيا أن تحقيق تلك المستهدفات يؤخذ بأعلى درجة من الجدية والحوكمة الحاكمة، بأن قنن لها أحد البرامج الرئيسة لتحقيق "رؤية 2030" وهو برنامج تحقيق التوازن المالي، والأدوات والنتائج تعلن كل ربع، ونمو الإيرادات غير النفطية غدا أمرا ملحوظا، من 166 مليارا في عام 2015 إلى 315 في عام 2019.
لكن لنعود إلى التأطير، ولا أقول التنظير. "في كتابه ثروة الأمم"، الذي أصدره أبو علم الاقتصاد الحديث، الاسكتلندي آدم سميث في عام 1776 أي قبل 244 عاما، يتساءل عن ماهية ثروة الدول. والفكرة المحورية للكتاب أن النظام الاقتصادي يصلح نفسه بنفسه عندما يمتلك القدر الكافي من الحرية، وهذا ما يعبر عنه في أدبيات الاقتصاد التقليدية بـ"اليد الخفية". وعلى الرغم من أن ظاهرة "اليد الخفية" تدرس في أول مقرر من مقررات الاقتصاد في الجامعات، إلا أنها الأصعب فهما والأصعب تطبيقا، بل إن كثيرا ممن لم يدرسوا علم الاقتصاد دراسة منهجية، لا يدركون أن الإدارة الاقتصادية هي الأساس في توليد ثروة الدول، والحفاظ عليها، وتنميتها، وفي نشر الرفاهية الاجتماعية، والازدهار الاقتصادي. وليس أدل على ذلك أن دولا فقيرة بكل شيء ما تلبث أن انتقلت من حالة الفقر إلى حالة الثراء، مسلحة بحسن التدبير واستثمار ما لديها من مزايا. لنأخذ سنغافورة على سبيل المثال، التي كانت معدمة عندما انفصلت عن ماليزيا في عام 1965، فقد تمكنت سنغافورة أن تجعل اقتصادها ينمو، نموا متواصلا متئدا بمعدل متوسطه 8 في المائة سنويا على مدى 40 عاما. لم يكتشف أحد موارد طبيعية جديدة ولم يستقدم أحد بشرا من دول أخرى، ما تغير هو استراتيجية اقتصادية محكمة نفذت بإصرار وبشفافية، فتحولت سنغافورة إلى جنة للمستثمرين من شتى بقاع الأرض، ونما اقتصادها من أقل من مليار دولار في عام 1965 إلى نحو 585 مليارا حاليا، بمعدل بطالة 2.3 في المائة. "يتبع"

إنشرها