إعطاء معنى للحياة في الأوقات الصعبة «1من 2»

الوصول إلى المصادر التي تعطي معنى لحياتنا، يساعدنا على التعامل مع شعورنا المتزايد بحالة عدم الأمان في حياتنا وعائلتنا وعملنا، سواء كنا أشخاصا متعلقين بجذورنا أم لا، نحتاج إلى الشعور مع مرور الوقت بأننا أشخاص مفيدون وأن حياتنا ذات قيمة. أسئلة مثل "ما المعنى الحقيقي لحياتي؟ ما ماهيتي؟" تعد حاسمة من أجل صحتنا النفسية. بالنظر إلى الأوقات الصعبة التي نعيشها ــ التي تسيطر عليها حالة عدم اليقين من الناحية الاقتصادية وتنامي التعصب للقومية وأزمة المناخ التي تلوح في الأفق ــ أصبحت تلك الأسئلة أكثر أهمية مع فقداننا الشعور بالأمان.
من أنا؟ ما الذي أصبحت عليه؟ هل يعجبني ما أراه؟ عندما نتأمل المراحل المختلفة لحياتنا، هناك عديد من العوامل التي تؤثر في طريقة رؤيتنا للأمور. وهي مزيج معقد من القوى الشخصية والمهنية والاجتماعية والثقافية والعلاقاتية، تسهم في تحديد وإعادة تعريف المعنى الشخصي في حياتنا.
المواطنون العالميون، هم مجموعة من الأشخاص حول العالم قمت بإجراء بحث عنهم من أجل كتابين أصدرتهما أخيرا "والثالث سيصدر قريبا". هم عبارة عن مجموعة من أصحاب المواهب والحاصلين على درجات علمية عالية ويتحدثون عدة لغات، وعاشوا وعملوا ودرسوا لفترة معينة في فترات ثقافية مختلفة. أسهمت تلك الخبرات في توسيع مداركهم، وهم مع كل منعطف من منعطفات الحياة يواجهون تغيرات وطرق تؤثر في جوانب مختلفة من حياتهم. عند اختبار التحديات التي تنطوي عليها الحياة حول العالم ــ وحصد فوائدها ــ يتخذون قرارات معقدة كونها توجد فصولا جديدة من حياتهم تؤثر أيضا في المعاني المختلفة لها. فبالنسبة لهم المعنى الذي يبحثون عنه بعيد كل البعد عن أن يكون ثابتا.
في حين أن كل جزء من حياتنا يعد شخصيا وقابلا للتطور، فإن التحدي المتمثل في الحفاظ على معنى لحياتنا يكون أكثر وضوحا بالنسبة للمواطنين العالميين بشكل خاص. فمن دون القاعدة الاجتماعية للثقافة الواحدة، التي تساعد على تحديد المعنى الذاتي، يواجهون مهمة ابتكارية وغالبا ما تكون صعبة لابتكار بدائل. في بعض الأحيان ومن دون إدراك ذلك، يكافح هؤلاء الأشخاص لتوحيد حياتهم المهجنة ثقافيا بطريقة متماسكة، مفسحين بذلك الطريق أمام مجموعة أكبر من الأشخاص لا تشملهم هذه الدراسة.
كي تتعلم مجموعة أكبر من الأشخاص من خبرات المواطنين العالميين، حاولت ذكر وشرح عدة مصادر حول المعنى الشخصي وتعريفه. تلك المصادر معقدة ومتشابكة. وبغض النظر عما نكون، فإن القصة التي تحدد هويتنا محبوكة بعناية من خلال التزامات وعلاقات ووجهات نظر متغيرة. يمكن أن يبدأ ذلك بتقديم قائمة مؤقتة كون الأشخاص ينظرون إلى تكوين فصل جديد من حياتهم.
الهوية: في حين أن الاحترام والقدرة على وضع وتحقيق أهداف تحفيزية قد تكون من الأمور الأساسية للإحساس بالهوية بالنسبة للأشخاص موضوع الدراسة، تستطيع الأدوار الأخرى في الحياة والخبرات الداخلية المساهمة بشكل كبير في الشعور بالرفاهية. فالبنيان الأساسي للهوية قد يصبح ذا أهمية مع نضوج الشخص.
يمكن التخلص من مركزية جانب واحد من جوانب الهوية عندما تقلب القرارات الحياتية الصورة المغروسة في مخيلة الفرد. تركز التحركات العالمية غالبا على الفجوات أو التغيرات في المعارف الشخصية، وترى أنها مرتبطة بالثقافة أو التقاليد الروحية أو القيم. أخذ القرار بالانتقال إلى مكان تعده بيتك، أو رفض مكان آخر، قد يثير تساؤلات مثل "إلى أي مدى أعد شخصا عالميا؟ بإمكانه أيضا إثارة تساؤلات حول ما إذا كانت تلك الخطوة ستخولنا من استخدام مهارات أساسية في جوانب شخصيتنا، وقدرتنا على المساهمة بشكل هادف.
الذات العلائقية: لطالما تشابكت هويتنا مع علاقتنا بالآخرين. يساعد هذا الرابط على تشكيل شخصيتنا، وإعطاء حياتنا هيكلا عاطفيا وأخلاقيا وعمليا. أن تكون شريكا أو طفلا أو والدا جيدا، يعد أمرا أساسيا لاستكمال اللوحة.
وجود أطفال على سبيل المثال بإمكانه إحداث تغيير كبير في الكيفية التي يرى بها الأشخاص أنفسهم. فهو يستطيع إرغامنا على التفكير في نقل قيم ومصادر جوهرية لمعنى حياتنا للجيل القادم. بالمثل، الاهتمام بالعائلة والأصدقاء يؤكد قيم ويوجد طقوسا ولحظات تفرض أمورا على حياتنا. غالبا ما يشعر الأشخاص العالميون بالألم... يتبع.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي