Author

وقفات مع آخر التطورات السكانية في العالم

|

يشهد العالم تغيرات سكانية مستمرة، تتأثر بالتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والتقنية التي يعيشها العالم وتؤثر فيه. فالتغير سنة من سنن الحياة، يمنح المجتمعات حيوية وقدرة على التكيف مع المستجدات، لأن المجتمعات التي لا تتغير تموت وتندثر. قبل أسابيع صدرت صحيفة بيانات سكان العالم عن مكتب مرجع السكان PRB، وكذلك بعض الإحصاءات الصادرة عن الأمم المتحدة، لتبرز بعض ملامح بعض التغيرات السكانية على مستوى العالم، ومنها:
- من المتوقع أن تتجاوز الهند الصين من حيث عدد السكان، لتصبح الهند أكثر دول العالم سكانا بحلول 2050، وفي الوقت نفسه ستتجاوز نيجيريا الولايات المتحدة من حيث عدد السكان.
- سيتناقص عدد سكان بعض دول شرق آسيا بمقدار 51 مليون نسمة ما بين 2019 و2050، وسيكون التناقص كبيرا في كل من اليابان والصين على وجه الخصوص، وذلك بسبب انخفاض معدلات الإنجاب.
- في حين يهرم ويشيخ سكان أوروبا، ويتركز فيها 21 في المائة من كبار السن في العالم، وتتمتع إفريقيا بوجود أكبر نسبة من الشباب. بوجه عام، تعد أوروبا وشرق آسيا أكثر مناطق العالم شيخوخة، إذ تصل نسبة كبار السن (65 في المائة فأكثر) في اليابان نحو 28 في المائة من سكانها، وفي إيطاليا نحو 23 في المائة على سبيل المثال. وهذا سيرفع نسبة إعالة الكبار، ويؤثر في العرض من القوى العاملة وكذلك الأداء الاقتصادي، ومن ثم يولد ضغطا ماليا على نظم الضمان الاجتماعي والرعاية الاجتماعية في تلك الدول.
- يصل عدد الدول التي تخطط لإجراء تعداد سكاني جديد في عام 2020 نحو 52 دولة، منها البرازيل، والصين، وإندونيسيا، والمكسيك، وروسيا، والولايات المتحدة، والسعودية.
- يأخذ معدل الخصوبة الكلي اتجاها عاما نحو الانخفاض التدريجي على مستوى العالم وفي معظم الدول، وتسجل أعلى المعدلات في النيجر بنحو سبعة مواليد للمرأة، وهو الأعلى عالميا في الوقت الحاضر، بينما تسجل مكاو أقل المعدلات (0.9)، أي أن المرأة تنجب في المتوسط أقل من طفل واحد خلال سنوات إنجابها، كذلك لا يتجاوز المعدل طفلا واحدا في كوريا الجنوبية.
- انخفض معدل الخصوبة الكلي في الولايات المتحدة إلى أدنى مستوى خلال تاريخها، ليصل متوسط المواليد للمرأة إلى (1.7)، أي دون مستوى الإحلال (2.1)، ما يعني تناقص عدد السكان على المدى الطويل ما لم يعوض ذلك من خلال تدفق الهجرة من خارج الدولة.
- سجلت السويد أصغر حجم أسرة في العالم (1.9) شخص في المتوسط.
- يعيش الإنسان أطول الأعمار في هونج كونج، إذ يعيش الذكور 82 سنة، والإناث 88 سنة، وتأتي بعدها اليابان، 81 سنة للذكور و87 سنة للإناث، ويقابل ذلك أقل الأعمار على مستوى العالم، 50 سنة للذكور، و54 سنة للإناث في جمهورية إفريقيا الوسطى.
- يقدر عدد البشر الذين عاشوا على كوكب الأرض منذ بدء الخليقة وظهور الإنسان، أي قبل 50 ألف سنة، بنحو 108 مليارات إنسان، ويمثل السكان الأحياء في الوقت الحاضر 7 في المائة من إجمالي من وطئت أقدامهم الثرى على سطح الكوكب الأزرق.
- تشهد الدول العربية ظاهرة ديموغرافية تعرف بـ"النافذة الديموغرافية" Demographic Window، ينتج عنها ارتفاع أعداد الشباب وكذلك السكان في سن العمل، مقابل عدد قليل ولكن متزايد من كبار السن. ويفاقم تزايد أعداد الشباب الذين يدخلون سوق العمل معدلات البطالة المرتفعة أساسا، ما يسهم في مزيد من الاضطرابات طمعا في مستقبل أفضل.
وأخيرا لا بد للدول العربية من الاستفادة من تجارب الدول الأخرى مثل اليابان ومعظم الدول الأوروبية، لتجنب الآثار المترتبة على انخفاض معدلات الخصوبة سواء على التركيب العمري ومستقبل القوى العاملة أو الحجم السكاني.

إنشرها