تمويل أنشطة مواجهة مخاطر الكوارث «2 من 2»

على مدار السنوات الأخيرة، شهدنا زيادة في التضامن وتحولا في التوجهات نحو إدارة الكوارث. وقد أصبحت الكوارث التي كانت تمثل يوما تحديا ينحصر في مناطق جغرافية معينة تتعلق اليوم أكثر من أي وقت مضى بحوادث أكثر تواترا تتسم بكبر حجمها وشدة تداعياتها على بقاء المجتمع والاقتصاد والبنية التحتية والتعافي. وحيثما يرتفع مستوى الوعي، يكون هناك فهم أعمق لدى الأطراف المعنية للمسؤوليات وما يلزم للاستجابة وإنشاء آليات للتعافي. وهذه هي الطريقة التي يمكن أن تدار بها الكوارث على نحو أكثر فاعلية.
وسيمكن هذا التحول في المواقف وتمويل أنشطة مواجهة مخاطر الكوارث من المنافسة بفاعلية أكبر بين الأولويات على جداول أعمال وزراء المالية. وتتضح قدرة الدول على توفير الغذاء والمياه والطاقة والتعليم والأمن لمواطنيها - إضافة إلى حمايتهم من الكوارث. ولا ينبغي للقضية التي نتناولها من أجل حياة البشر والاستقرار الاقتصادي والتعافي على المدى الطويل عقب كارثة ما أن تكون متأخرة إلى هذا الحد. ومع ذلك، تعد الكوارث الطبيعية من بين أكبر مصادر القلق لهذا الجيل والأجيال المقبلة.
يقع تمويل أنشطة مواجهة مخاطر الكوارث في صميم أهداف التنمية المستدامة. وواقع الأمر أنه بسبب أهميته المحورية، فإن تنفيذ أهداف التنمية المستدامة قد يتعرض للخطر إذا لم يؤخذ هذا النوع من التمويل في الحسبان.
ويسعدني أن هذا التركيز على تمويل أنشطة مواجهة مخاطر الكوارث لا يزال مستمرا في إطار مجموعة العشرين، وأنه يمثل أولوية لعملنا في مجموعة البنك الدولي وهو ما يرسل بيانا واضحا نيابة عن الأطراف المعنية التي نعمل معها، والبلدان المتعاملة معنا والشركاء، للإسهام في هذا الزخم ودفعه قدما. ويظهر دعمنا في البلدان المعنية وعلى الصعيد العالمي دليلا على الممارسات الجيدة لمواجهة الكوارث بالاعتماد على نُهَج شاملة يمكن أن تستجيب للاحتياجات العاجلة للمرضى والأصحاء، والأغنياء، والفقراء، والأطفال والكبار، والمسنين والشباب.
يقع تمويل أنشطة مواجهة مخاطر الكوارث في صميم أهداف التنمية المستدامة. وواقع الأمر أنه بسبب أهميته المحورية، فإن تنفيذ أهداف التنمية المستدامة قد يتعرض للخطر إذا لم يؤخذ هذا النوع من التمويل في الحسبان. وجميعنا بحاجة إلى التكاتف على مستوى العالم. ويجب على البلدان التي تتولى قيادة هذه المساعي التعاون مع من يحاولون اللحاق بالركب. إن تمويل أنشطة مواجهة الكوارث لم يعد مفهوما غامضا، ولا توجد أداة مالية منفردة يمكنها تلبية احتياجات التمويل لمواجهة جميع المخاطر. ويدفع التقدم في البيانات والتحليلات، وحسن توقيت التمويل، وتصنيف المخاطر، وتعبئة رأس المال وإدارة عملية التعافي الزخم في عديد من البلدان التي يتوقف مستقبلها على مدى نجاحها في تبني هذه الممارسات الجيدة وتقديم مثال يحتذي به الآخرون.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي