دور المرأة في الاقتصاد «3 من 3»

توضح في هذا الصدد أن "السلطة الرابعة أدت دورا بالغ الأهمية في تعريف الجمهور بمجريات الأمور، وفي كتابة التقارير الإعلامية والقيام بأعلى مستويات الصحافة الاستقصائية". وتضيف "لقد كشف بحثنا كيف نشأت الصحافة الحرة الأكثر حيادية والأكثر استقلالا عن التأثيرات السياسية في الولايات المتحدة في أواخر القرن الـ19 ومطلع القرن الـ20".
وفي دراسة مشتركة أجرتها جولدين عام 2018 مع مارسيلا آلسان، الأستاذ في كلية الطب في جامعة ستانفورد، تحت عنوان "نقاط التحول في وفيات الأطفال .. دور البنية التحتية الفعالة للمياه والصرف الصحي من 1880 حتى 1920 Watersheds in Child Mortality: The Role of 1920 Effective Water and Sewerage Infrastructure, 1880 to 1920 تقترح المؤلفتان ما ينبغي للبلدان منخفضة الدخل أن تركز عليه في سعيها لتخفيض وفيات الأطفال. فبتحليل بيانات عن بوسطن بين عامي 1880 و1920، خلصت المؤلفتان إلى أن ثلث الانخفاض في وفيات الأطفال كان ثمرة الجهود التي بذلت لتوفير مياه نظيفة وشبكات صرف صحي فعالة. وكما ذكرت جولدين في حديثها مع مجلة التمويل والتنمية، يمكن أن تحقق البلدان النامية نتائج أفضل ببناء شبكات للمياه النظيفة والصرف الصحي مقارنة بما يمكن أن تحققه بانتهاج سياسات أخرى تدريجية.
وفي عام 2014، أسست جولدين برنامجا أسمته "برنامج الجامعيات المتخصصات في الاقتصاد" Undergraduate Women in Economics Program وهي مبادرة لتشجيع مزيد من الطالبات على التخصص في علم الاقتصاد. وتقول عن هذا البرنامج إن نسبة الطلاب المتخصصين في الاقتصاد إلى الطالبات في التخصص نفسه ظلت ثابتة عند مستوى 3 إلى 1 طوال 20 عاما، ما يشير إلى إعراض عدد كبير من الشابات عن هذا التخصص لأنهن لا يتصورن العمل في المجالات المالية أو المصرفية.
وتقول جولدين "إذا فهمن أن علم الاقتصاد مادة واسعة ومفيدة للغاية، فسيدركن أن بإمكانهن التخصص في الاقتصاد مع اكتساب ميزة تنافسية أكبر في مجموعة من المجالات الأخرى". ويركز البرنامج على مجموعة من 20 جامعة وكلية أمريكية يجري اختيارها عشوائيا من بين الجامعات والكليات التي تخرج سنويا نحو 25 متخصصا في الاقتصاد، ومنها جامعة كاليفورنيا بيركلي، وجامعة ولاية كولورادو، وجامعة برينستون، وجامعة واشنطن آند لي، وكلية ويليامز. ويقدم البرنامج منحا صغيرة تبلغ قيمة كل منها 12500 دولار تقريبا لتشجيع النساء على الدراسة لنيل درجات جامعية في الاقتصاد "وهو ما يفتح الشهية كقطعة كبيرة من البيتزا، حسب تشبيهها".
على مدار 28 عاما حتى عام 2017، ظلت جولدين تشغل منصب مدير "البرنامج المعني بتطور الاقتصاد الأمريكي" DAE في المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية. وعلى مدار العقدين الماضيين، نشر المؤرخون الاقتصاديون عددا متزايدا من الدراسات عن تاريخ الاقتصاد في أهم الدوريات الاقتصادية.
وعن هذا البرنامج تقول ليا بوستان، الأستاذ في جامعة برينستون والمنسق الحالي للبرنامج بالتعاون مع بيل كولينز الأستاذ في جامعة فاندربيلت، إن "كلوديا شكلت البرنامج ليصبح بيئة بحثية مثمرة، حيث جمعت بين النظرية الاقتصادية والأدلة التاريخية". وتضيف: " تحت قيادة كلوديا، أصبح البرنامج أرضا خصبة للفكر تتميز بالنقد البناء والانفتاح على الأفكار الجديدة".
وتشير جولدين، من جانبها، إلى رؤيتها الواسعة لنطاق علم الاقتصاد باعتبارها مساهمة أساسية في عمل المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية.
وتقول "أظن أن التركة التي خلفتها هي أنني توسعت في تخصصات المجموعة المشاركة لتشمل طائفة من المجالات لم تكن مشمولة في التصور الأصلي للبرنامج". وتضيف أن ذلك تضمن "باحثين من أقسام أخرى في المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية ممن كانوا يستخدمون المادة التاريخية ويفهمون المنهجية الخاصة للتاريخ الاقتصادي".
وقد كان المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية، الذي أنشئ منذ 98 عاما ويقع مقره بالقرب من حرم جامعة هارفارد في مدينة كامبريدج في ولاية ماساتشوسيتس، هو المكان الذي التقت فيه جولدين وكاتس وهما عاكفان على مشاريعهما البحثية.
وعن هذا تقول: "نحن نمزح أحيانا ونسميه المكتب الوطني للرومانسية الاقتصادية". وإلى جانب اهتمامهما بالاقتصاد يشترك الباحثان في الاهتمام بمراقبة الطيور، وممارسة المشي لمسافات طويلة في الطبيعة، وتمشية كلبهما بيكا وهو من سلالة جولدن رتريفر ويبلغ من العمر ثماني سنوات. وتخصص جولدين قسما في صفحتها على الموقع الإلكتروني لجامعة هارفارد يتضمن إنجازات بيكا في مسابقات اقتفاء الأثر، مع صورة يظهر فيها مغطى بالشرائط التي حصل عليها كجوائز في هذه المسابقات. وربما كان ذلك صدى من بعيد يحاكي مساعيها الاستقصائية أيام الطفولة عندما كانت ترتاد المتاحف في أنحاء نيويورك بحثا عن مفاتيح للعالم من حولها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي