سامحني.. «تكفى»

يقول برناردشو
"ﺍﺣﺬﺭ ﻣﻦ الشخص ﺍﻟذﻱ ﻻ ينتقم منك ﻓﻬﻮ لم يسامحك، ﻭﻟﻦيسمح لك أن تسامح نفسك".
في طريقك في الحياة ستصادف أنواعا من البشر كل منهم تختلف شخصيته عن الآخر ونواياه كذلك، البعض منهم ستستمتع بالتعامل معه وستبقى الذكريات الحلوة التي جمعتك به محفورة في ذاكرتك، والبعض الآخر ستتمنى لو أنك لم تصادفه أو أنه كان حتى يشغل حيزا من حياتك.. هذا الشخص المسيء قد يكون جارا أو زميلا في العمل أو زوجا أو أخا أو حتى ابنا!
أيا كان نوع العلاقة التي جمعتك به، فستتذكرها بكثير من المرارة والألم، ومهما حاولت التخلص من سهام ذكرياتها السوداء التي تنغرز في جدران عقلك وتسبب لك الحزن والغبن بين الحين والآخر فستفشل لأنها ببساطة أتتك من شخص كنت تثق به وتتعامل معه بنواياك الصافية وقلبك الأبيض ومشاعرك الجميلة الجياشة!
ستمضي بك الحياة بأيامها وسنواتها وقد أغلقت أبواب قلبك أمام هذا الشخص وأقسمت بالله ثلاثا ألا تمنحه فرصا أخرى للعودة بعد أن استنفد طاقتك النفسية وأساء لك في كل مرة وهبته فيها إحسانا وعفوا، وظن أن تسامحك ضعف منك فاستغل ذلك بمزيد من النكران والجحود والإساءة!
لكن ثق بي يا صديقي يوما ما ستسمع طرقا على أبواب دارك وستجد الشخص نفسه يقول لك "تكفى.. سامحني".
وهذه المرة سيكون صادقا ونادما على ما فعله بك؟!
فهل ستكون لديك القدرة أن تقول له: سامحتك و"الله يحللك"، أم ستكون كل حجيرات قلبك قد ردمها غبار المرارة والألم ولم يعد فيها متسع لفتح نوافذ العفو والتجاوز!
إشكاليتنا دوما أننا نصل متأخرين في طلب التسامح من الشخص الذي أسأنا إليه، وحين يعجز عن مسامحتنا نتألم ونندم، وكأننا نضمن أن الآخر سيقبل بنا حين "تطق في روسنا" ونبحث عن العفو!
لن ألوم إطلاقا من لا يستطيع المسامحة بعد أن امتلأ قلبه بالمرارة والغبن ممن أساء له وخان ثقته به وخذله في تلك الأوقات الصعبة، ولكني أيضا أغبط أولئك القادرين على فعلها!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي