أفكار للادخار «2»

في المقال السابق حدثتكم عن ضرورة التغيير في المفاهيم الاستهلاكية للأسرة السعودية، بحكم المتغيرات الجديدة كالقيمة المضافة وارتفاع أسعار الوقود وفواتير الكهرباء والماء، وهذا يتطلب من الآباء والأمهات توعية الأبناء من خلال لغة الحوار وزرع المسؤولية الأسرية في نفوسهم، لا تجعلوا أبناءكم في واد وما يحدث للأسرة في واد آخر فيوما ما سيلومونكم لتهميشكم لهم، أو سيرهقونكم بطلباتهم المعتادة ظنا منهم أن المتغيرات ليس لها تأثير في مستواهم المادي نحن نطمح إلى أجيال قوية مدركة لما يدور حولها، يجب على الزوجين الاتفاق أولا على سياسة الترشيد وإيقاف الهدر المالي في الأسرة وتجفيف منابعه ثم البدء في الحوار مع الأبناء ووضع النقاط على الحروف والحزم في تطبيق هذه السياسة الجديدة عمليا لا نظريا فقط.
واليوم سنستعرض سويا بعض الأفكار العملية غير التقليدية التي ستعين الأسرة ليس فقط على الترشيد في الاستهلاك بل في الادخار.
- قانون "اللمبة بريال والمكيف بريالين" أو على حسب مستواك المادي كلما ارتفع زد المبلغ ابدأ في تطبيق هذا القانون على أبنائك سواء كانوا أطفالا أو مراهقين عند دخولك غرف نومهم واللمبات والمكيفات مفتوحة وهم غير موجودين فيها، واخصم ذلك من مصروفهم الشخصي، صدقني سيكونون أكثر منك حرصا فيما بعد على إطفاء أزرار الكهرباء.
- قانون "على كيفك خذها أو خلها" حين تذهب للتسوق من «السوبر ماركت» احرص على حمل السلة الصغيرة لا العربة الكبيرة، ولا تذهب إلا للأرفف التي توجد فيها حاجتك، وأخبر طفلك بالمبلغ المخصص له للشراء وليكن خمسة ريالات إن زاد عليها فسيتم الخصم من مصروف المدرسة، هنا أنت تدفعه للتفكير في السلعة التي سيشتريها وسيشعر بقيمتها في حال إصراره عليها أو سيقارن بينها وبين الخصم الذي سيحدث في مصروفه فيتركها، لا تقل "أرحمه ويكسر خاطري"، بالعكس أنت تقدم له دروسا في غاية الأهمية، واحرص على أخذ باقي الهللات ولا تخجل أبدا، في نهاية الشهر سيجتمع لك مبلغ جميل.
- تقليص الذهاب للمطاعم بواقع مرة واحدة شهريا والاستعاضة عنه بطلعات البر "الكشتة" والحدائق والمنتزهات، هل تعتقد أن الأمر صعب؟ دعني أخبرك أمرا عزيزي القارئ، سياسة الأكل في المطعم مرة في الشهر أطبقها مع أسرتي فعليا منذ ثلاث سنوات ونستمتع بها أكثر من استمتاعنا حين كنا نخرج بشكل أسبوعي، ولو أخبرتك عن المبلغ الذي وفرته منذ ذلك الحين لصدمك الأمر، هذا فضلا عن الأكل الأكثر صحة في المنزل.
نكمل في المقال المقبل.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي