«معادن» تطلق مشروعا بيئيا لتوسعة الرقعة الزراعية في حزم الجلاميد على مساحة 5 آلاف متر

«معادن» تطلق مشروعا بيئيا لتوسعة الرقعة الزراعية في حزم الجلاميد على مساحة 5 آلاف متر

«معادن» تطلق مشروعا بيئيا لتوسعة الرقعة الزراعية في حزم الجلاميد على مساحة 5 آلاف متر

تقود شركة التعدين العربية السعودية "معادن" مشروعا بيئيا طموحا في موقع حزم الجلاميد الذي يحتضن أحد أهم مناجم الفوسفات للشركة في منطقة الحدود الشمالية تعمل من خلاله على إعادة استزراع النباتات الأصلية كأشجار الرمث والسدر التي انحسرت بفعل عوامل التصحر، وذلك تجسيدا لاهتمام الشركة بإثراء البيئة والحفاظ عليها، وفق نهج التنمية المستدامة الذي تتبعه الشركة في أعمالها ومبادراتها البيئية والاجتماعية، واتساقا مع جهود الدولة الحثيثة في الحفاظ على البيئة، وتوسيع الرقعة الزراعية، وحماية الغطاء النباتي ومناطق الغابات فيها. وتعد حزم الجلاميد من أقدم القرى شمالا، وتبعد عن مدينة عرعر نحو 120 كيلومترا، واشتهرت بكونها قرية صغيرة تعد محطة لاستراحة المسافرين القادمين من منطقة الخليج والعراق والأردن إلى المملكة من الناحية الشمالية الشرقية.
كما كانت القرية في وقت سابق مقصدا لعشاق قنص الطيور التي توجد بكثرة في محمية "الحرة". وقد ارتبط اسمها برواة الشعر الشعبي، ومغامراتهم أثناء المقناص في هذه القرية التي كانت من الأماكن المفضلة لهواة الصيد. لكن منذ عام 2010 عندما أعلن عن وجود كميات ضخمة من الفوسفات فيها، انضم اسمها إلى قائمة القرى المشهورة؛ فتحولت من قرية صغيرة يسكنها عدد قليل من السكان إلى منطقة تعدين تخطت شهرتها الحدود؛ فأصبحت تحت أنظار شركات الطاقة العالمية ووسائل الإعلام.
قصة التحول الكبير في تاريخ القرية ارتبطت بشركة معادن عند مباشرة أعمالها هناك، فقادت عدة تحولات انعكست على هذه المنطقة، إنسانا ومكانا، ولا سيما أنها توفر الفرص الوظيفية في صناعة التعدين لشباب المنطقة؛ إيمانا منها بضرورة استمرار التنمية واستدامتها في مواقع عملها، بهدف تنمية المجتمع المحلي الذي استقبل نشاطها بكل ترحاب؛ رغبة في مواصلة مسيرة التنمية وديمومتها.
ويعمل حاليا أكثر من 300 شاب سعودي في وظائف متنوعة في منجم حزم الجلاميد للفوسفات، يشكل أبناء المنطقة نسبة 97 في المائة منهم.
وتتوافق مبادرة معادن "استزراع نبات الرمث والسدر" في المنطقة مع برنامج "التحول الوطني 2020"، و"رؤية المملكة 2030" كما تهدف المبادرة إلى إعادة الحياة الطبيعية، وتنمية الغطاء النباتي في المنطقة؛ باعتبار أن الصحراء تمثل نسبة كبيرة من أراضي المملكة. وبحسب دراسات بيئية فإن الغطاء النباتي والحزام الشجري يسهمان في مكافحة التصحر واعتدال المناخ، وعودة الحياة الفطرية التي انحسرت مكوناتها بسبب اندثار الغطاء النباتي؛ لذلك سعت شركة معادن ــ ضمن مبادراتها التنموية في محيط عملها ــ إلى إعادة الغطاء النباتي إلى المنطقة والعمل بشكل ممنهج على حمايته والحفاظ عليه.
وبالعودة إلى مشروع "معادن" البيئي الذي أقيم على مساحة حوض "المرا" بطول أربعة آلاف متر من موقع المنجم شمالا إلى نهاية منطقة الامتياز جنوبا مع استزراع شريط تجريبي طولي غرب حوض الوادي بطول ألف متر، هنا، يصعب حصر عدد الأشجار التي تم زرعها؛ لأن زراعتها تمت عن طريق استكثار البذور داخل مساحة المشروع.
ويستطيع الزائر للمشروع عندما يخطو أولى خطواته داخله أن يلاحظ وجود عدد كبير جدا من الأشجار الصحراوية، وما تحمله أغصانها من البذور بكميات كبيرة . وتعد هذه الأشجار أمهات لكثير من أشجار الرمث الصغيرة التي نمت داخل وخارج منطقة امتياز التعدين في القرية.
هناك أيضا نوع آخر غير أشجار الرمث، تضمنها المشروع؛ لتحقيق التنوع في الغطاء النباتي؛ فإلى جانب الرمث يوجد السدر، والطلح، والغاف، والأثل، والقطف، والروثة. وهذه الأشجار لا يقل عددها عن 2455 شجرة.
تسعى "معادن" من خلال هذه التجربة المميزة معادلة تجربتها في باطن الأرض ــ بحيث تكون لها بصمة على سطحها أيضا؛ فقد قررت حين بدأت عملية التعدين في المنطقة تحسين الغطاء النباتي فيها؛ ليكون أفضل من السابق.
وتعمل شركة معادن للفوسفات، وهي استثمار تقدر قيمته بـ 5.5 مليار دولار "21 مليار ريال سعودي" ممثلة في مشروع مشترك بين معادن بنسبة 70 في المائة والشركة السعودية للصناعات الأساسية "سابك" بنسبة 30 في المائة وتبلغ طاقته الإنتاجية الكلية ثلاثة ملايين طن من فوسفات الأمونيوم في السنة، تسوق "معادن" عالميا ما نسبته 70 في المائة من إنتاجها؛ في موقعين رئيسيين: موقع الجلاميد شمالي السعودية، حيث يقع منجم الفوسفات ومصنع لرفع نسبة تركيز الخام، وموقع رأس الخير في المنطقة الشرقية، الذي يحتوي على مصنع متكامل لإنتاج الأسمدة والكيماويات.
وقامت شركة معادن للفوسفات بالاستثمار في موقع منجم الجلاميد من حيث البنية التحتية وذلك من خلال إنشاء محطة للطاقة الكهربائية، ومرافق لإنتاج ومعالجة المياه الصالحة للشرب، وشبكة اتصالات، إضافة إلى شبكة مواصلات لتسهيل عمليات الاستكشاف والإنتاج.
يتم نقل مركزات الفوسفات من الجلاميد بواسطة خط السكة الحديدية عبر القطارات إلى رأس الخير لتصنيع الأسمدة الفوسفاتية وذلك خلال عدد من المنشآت التي تضم مصنع حمض الفوسفوريك، ومصنع حمض الكبريتيك، ومصنع الأمونيا، ومصنع ثنائي أمونيوم الفوسفات، ومحطة لتحلية المياه.

الأكثر قراءة