تجربة نبراس

دوما أقول إن حربنا ضد المخدرات حرب فاضلة بكل المقاييس. دور مهم يقوم به المشروع الوطني للوقاية من المخدرات “نبراس”. إحدى المبادرات المهمة التي يقدمها البرنامج، تتمثل في مركز الاتصال 1955. هذا المركز يتيح الفرصة للآباء والأمهات والأقارب، للتواصل مع المركز بهدف الحصول على الاستشارات من المتخصصين فيما يتعلق بقضايا الإدمان.
لكن الأهم أن هذا المركز يتلقى طلبات الأسر التي لديها أبناء مدمنون وترغب في تلقيهم العلاج. مهمة المركز ليست فقط في ترتيب وتنسيق أسرة لهم في المستشفيات، بل أيضا نقلهم بشكل سري من منازلهم، مع تمتعهم بإعفاء من أي عقوبات.
تلقى المركز حسب إحصائية حديثة نحو 44 ألف حالة، وعدد الاتصالات الأسرية التي كانت تطلب نقل مدمنين تجاوزت 8200 حالة تم بالفعل التعامل معها ونقل المدمنين لتوفير العلاج لهم. من المؤسف أن 60 في المائة من الحالات الموجودة في سجون المملكة مرتبطة بقضايا المخدرات سواء ترويجا أو تعاطيا. وتضبط الجمارك السعودية ورجال مكافحة المخدرات كميات مهولة من المخدرات التي تستهدف شبابنا وفتياتنا. معظم المضبوطات تتمثل في حبوب الكبتاجون.
“نبراس” تسعى لتعزيز دورها في حماية المجتمع. ولديها مشاريع متعددة وهي تعمل مع وزارة الصحة من أجل تشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في تقديم العلاج التأهيلي للمدمنين. قابلت قبل بضعة أيام بشكل عابر أحد المتعافين من تعاطي المخدرات. هؤلاء ينبغي تقديم كل الدعم النفسي والاجتماعي لهم. هم أخطأوا، وكي نعزز رغبتهم في التعافي من هذا الداء، علينا أن نوفر لهم كل الدعم. هذا من المجهودات التي تصر “نبراس” على الاستمرار فيها. تأسيس جمعية نبراس للخدمات العلاجية والتأهيلية، وقد كتبت عنها قبل بضعة أسابيع، واحدة من الخطوات الإيجابية في هذه الحرب الفاضلة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي