«الرؤية السعودية 2030» .. بوابة لتحسين العلاقات الاقتصادية الثنائية

«الرؤية السعودية 2030» .. بوابة لتحسين العلاقات الاقتصادية الثنائية

تتمتع باكستان والمملكة العربية السعودية بعلاقات ثنائية ممتازة. وأدى القرب الجغرافي، والعلاقات التجارية التاريخية، والتقارب الديني، والطبيعة التكميلية للاحتياجات الاقتصادية إلى اكتساب روابط الثقة بين باكستان والمملكة العربية السعودية. إضافة إلى ذلك، هناك تقارب في وجهات النظر ومصالح البلدين حول معظم القضايا الإقليمية والدولية. كما تعكس الزيارات الرفيعة المستوى من باكستان والمملكة العربية السعودية الدفء الكبير للعلاقة الثنائية وتعبر عن عمق العلاقات بين البلدين.
وفي إطار التجارة والأعمال، تتمتع باكستان والمملكة العربية السعودية بعلاقات جيدة وهذا في ازدياد مع مرور الوقت، وتعتبر المملكة من بين أكبر 20 وجهة رئيسة للصادرات من باكستان. فحجم العلاقات التجارية السنوية بين البلدين يراوح بين حدود ثلاثة مليارات دولار، وقد انخفض في العام الماضي بنحو 1.2 مليار دولار أمريكي (بسبب أزمة أسعار النفط العالمية التي أثرت على مجمل العلاقة التجارية الثنائية). وتشمل الصادرات الباكستانية الرئيسة للمملكة منتجات الأغذية والمنسوجات والجلود وألعاب الرياضة وأجهزة الجراحة وقطاع الهندسة، بينما باكستان تستورد معظم احتياجاتها البترولية من المملكة العربية السعودية، كما تستورد البتروكيماويات والمنتجات الكيماوية العضوية والمنتجات البلاستيكية والأسمدة ومنتجات الحديد ومعدات والأجهزة الكهربائية..إلخ من المملكة، وإن كانت ضئيلة الحجم، غير أن ميزان التجارة في صالح المملكة العربية السعودية، ويرجع ذلك أساسا لاستيراد باكستان كميات كبيرة من البترول من المملكة العربية السعودية.
وعلى الرغم من انخفاض حجم التجارة الثنائية وترجيح كفة التوازن التجاري لصالح المملكة، إلا أنه تبذل مجهودات من كلا الطرفين لرفع حجم التجارة الثنائية من خلال رسم ملامح مشتركة بين "الرؤية السعودية 2030" و "الرؤية الباكستانية 2025" مدعومة بعهد جديد من التنمية الاجتماعية والاقتصادية في باكستان من خلال الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني والفرص المتاحة من خلالها.
تبين الرؤية 2030 رغبة المملكة في الربط بالسوق العالمية، وتوفر فرص مربحة لكل الشركاء، خصوصا البلدان مثل باكستان التي تتمتع تاريخيا بعلاقتها الاستراتيجية مع المملكة العربية السعودية. وحتى تتم الاستفادة من هذه الفرص ومطابقتها مع "الرؤية الباكستانية 2025"، هناك حاجة إلى اعتماد دبلوماسية الاقتصاد والتجارة كجزء محوري من استراتيجيتنا لتحسين تجارتنا واستثماراتنا الثنائية.
وتمشيا مع الاستراتيجية آنف الذكر، تقوم البعثات الدبلوماسية الباكستانية في المملكة العربية السعودية بوضع خطة عمل، يتم من خلالها إبراز أساليب ووسائل لتحسين التجارة الثنائية والاستثمار عبر البحث عن الفرص والمشاريع المشتركة في القطاعات الصناعية والخدمات والسعي لتنمية الموارد البشرية ليس لخدمة اقتصاد البلد المستضيف فحسب، بل لتحفيز الأرباح الإيجابية لباكستان أيضا. كما تركز على الأنشطة التي لا تقتصر على عرض إمكانات التجارة والاستثمارات المتاحة في باكستان ونظامها الصناعي والاستثماري الصديق، بل تسهم أيضا في تعزيز مفاهيم عن الممر الاقتصادي الصيني - الباكستاني (سيبيك) والفرص الاقتصادية المصاحبة. ونظرا لكونها شريك التنمية في المملكة، تعمل البعثات لضمان سهولة وصول المعلومات للمشترين حول المنتجات المتاحة لدينا.

الأكثر قراءة