عيديات

النص :
تتغير كل الأشياء في العيد فتصبح لها نكهة خاصة حتى النفوس تتغير فتغدو أكثر شفافية وتسامحا، ليست الصعوبة أن نتقبل فكرة التغيير بل الصعوبة أن نشعر بالخوف منها، حين قال أجدادنا الأولون "سلام القاطع يوم العيد" فقد أرادوا أن يوصلوا لنا رسالة مغزاها أن للعيد سطوة على الأرواح يذيب جفاءها الساكن في الأعماق ليحيله ينابيع من الوصال وعدم الاستمرار في العلاقات المنقطعة تحت أي عذر وذريعة.
- بدأت أفكار جديدة في طرح نفسها على مجتمعاتنا بشكل خجول في البداية لكنها في هذا العيد بدأت في التحول لعادات جميلة أتمنى أن تتطور بشكل أعمق وأجمل من هذه الأفكار فكرة "الحوامات"، وهي تقوم على مشاركة أطفال ونساء الشارع أو الحي الفرحة والبهجة قبل العيد بيوم أو أثناء العيد حيث يقوم أصحاب كل منزل بعرض هدايا وعيديات الأطفال على طاولات كتب فوقها "عيدية عائلة فلان" وهكذا والتنافس لتقديم الأجمل مهما كانت بساطته، ويقوم الأطفال مع أمهاتهم وأخواتهم بالمرور على أصحاب المنازل ومعايدة الجميع والحصول على هداياهم، وفي بعض "الحوامات" تطور الأمر فأصبحت هناك فعاليات أكثر كعرض الحيوانات الأليفة ومسرح للطفل ومسابقات وعرض مواهب، هذه الفكرة حين تتحول لعادة اجتماعية فآثارها المتوقعة لن تصبح فقط محصورة في الهدايا المادية بل ستتعداها لما هو أعمق وأجمل، حيث ستبني قيما اجتماعية راسخة تشعر الأطفال بقيمة الجيران وأهمية التعرف عليهم ومشاركتهم في مناسباتهم والإحساس بدفء العلاقات الاجتماعية وقيمة العطاء والمبادرة.
- الهدايا في العيد ليست في قيمتها المادية بل في قيمة المشاعر الصادقة التي تغلفها، لذلك لا تكلف على نفسك وترهق كاهلك من أجل هدايا وعيديات العيد بل كن صادقا وأنت تقدمها للآخرين مهما كانت بساطتها فللأرواح لغة لا تحتاج إلى مترجم.
- أجمل إحساس قد تشعر به في العيد هو أنك عدت طفلا صغيرا، لا تخجل من هذا الشعور، فقط امنح مشاعرك كامل الحرية أن تعيش تفاصيله دون أن تسترق النظر لترى عينا ناقدة هنا وهناك.. العب مع الأطفال.. مازحهم.. ارسم البسمة على قلوبهم فعيد دون ضحكة أطفال وشقاوتهم ليس عيدا.
- في العيد لا تراجع حساباتك القديمة ولا تفتح دفاترك العتيقة، حتى لا تسول لك نفسك الهروب من الآخرين وعدم مشاركتك الفرح معهم.. افتح نوافذك وأبوابك واحمل هداياك بحب واجعل قدميك تقودانك نحو أحبتك لتعيش الفرح معهم بغض النظر عن أي ترسبات في النفس.
نحن جميعنا نحتاج بشدة إلى فرحة العيد.. فلنعشها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي