Author

كيف تختار طبيبك ؟

|

لماذا يكون اختيار الطبيب الأفضل والمتميز قراراً صعباً في مجتمعنا ؟
لأنه وللأسف لا توجد آلية واضحة وبسيطة للمريض يبحث فيها عن الطبيب المتميز. أقصد أن معلومات الأطباء وتاريخهم العلمي والبحثي وشهاداتهم من الصعب الوصول لها والتعرف على مسيرة الطبيب.
فلو استعرضنا آلية اختيار الطبيب في مجتمعنا لوجدنا أنها غالباً خاطئة. فالطبيب الجيد عند البعض هو من له ظهور إعلامي مكثف. ويعتقد البعض أن هذا الطبيب جيد علمياً إذا أصبح له ظهور إعلامي ( دون أن ننسى أن كثيراً ممن لهم ظهور إعلامي من الأطباء هم متميزون ويصعب التمييز لأن الحكم لن يكون على قدرات الطبيب الطبية بقدر ما هو قدراته الإعلامية أحيانا).
فأنا أعرف أن هناك أطباء جداً متميزين علميا غير معروفين إعلاميا والعكس صحيح وللأسف.
فالمعيار الإعلامي يجب أن لا يكون هو الأساس في تقييم الطبيب علمياً
قلة من الأطباء غير المتميزين والذين يستخدمون الظهور الإعلامي كدعاية مجانية له ( وأحياناً تكون مفضوحة إما لزملاء المهنة والذين أحياناً يتذمرون من تسويقه لنفسه بطرحه التجاري غير العلمي أو حتى المشاهدين إذا كان مستوى طرح الطبيب جداً تجاري ).
بعض هؤلاء الأطباء يحرص عند التعريف باسمه أن يضيف شهادات غير معترف بها أو إضافة عضوية جمعيات امريكية او اوروبية طبية تطالب باشتراك مادي سنوي عادي فقط وكثير من هذه الجمعيات وللأسف لا تطالب شهادات ولا ابحاث للطبيب فقط ارسل مالك نرسل لك عضوية !
وأحياناً يكون حكم المريض على الطبيب بقدر غلاء الخدمات التي يقدمها فإذا كانت أسعاره غالية فهذا دليل على جودته. وهذه اللوثة الاقتصادية أحياناً تعمم على كثير من المشتريات فيعتقد البعض أن غلاء السلعة من جودتها ويقول العامة ( سعره فيه ) فيزداد الطلب على الطبيب الذي أسعاره غالية ( ولكي لا نظلم المتميزين أيضا اللذين يستحقون غلاء خدماتهم الطبية لكن وللأسف تداخل في معمعتهم من رفع سعره لكي يعتقد المرضى أنه متميز) .
وموضوع غلاء الخدمة الصحية محليا وعالمياً موضوع يستحق النقاش بمقال مستقل .
إذا ما هو الحل وما هي الآلية لاختيار الطبيب الأفضل ؟
هو أن يكون هناك مرجعية موثقة من قبل وزارة الصحة أو الهيئة السعودية للتخصصات الطبية أو الجمعيات الطبية أو أي جهة رسمية حكومية يكون فيها ما يسمى (Physician index ) وهي عبارة عن قائمة قاعدة بيانات يكون فيها شهادات الطبيب وأبحاثه وكل ما هو متعلق بمسيرته العلمية ومنها يستطيع المريض أن يحكم بشكل موضوعي على من يختار من الأطباء ويكون هناك تحديث دوري لهذه المعلومات.
أعترف أن هذا قد لا يكون دائما موفق 100% ولكن هي آلية تساعد للتقليل من نسبة الخطأ في الاختيار وأعتقد أن هناك عوامل أخرى لم أتطرق لها مهمة وهي شخصية الطبيب وتواضعه وسهولة تواصله وغيرها كثير.
لكن أعتقد أن نقطة الانطلاق هي علم الطبيب وهو الأهم أما العوامل الأخرى فهي رافده .
بقي لي أن أودعكم بهذا البيت الشعري :
          ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها
                                           كفى المرء نبلاً أن تعد معايبه

إنشرها