منوعات

بعد نجاح قمم الرياض .. العزلة السياسية والاقتصادية مصير إيران المحتوم

بعد نجاح قمم الرياض .. العزلة السياسية والاقتصادية مصير إيران المحتوم

بعد نجاح قمم الرياض .. العزلة السياسية والاقتصادية مصير إيران المحتوم

أوضح عدد من الاقتصاديين أن المرحلة المقبلة، في ظل نجاح القمة العربية الإسلامية الأمريكية التي استضافتها الرياض أخيرا، ستواجه فيها إيران عزلة سياسة واقتصادية محتومة، إضافة إلى الضغوط الداخلية التي يكابدها النظام الإيراني، مشيرين إلى أن الكلمة التي ألقاها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في القمة، علاوة على اتفاق قادة الدول على تجفيف منابع الإرهاب والتطرف، تمثل رسالة واضحة من العالم إلى إيران بأن تعيد النظر في سياستها الخارجية والداخلية التي تعمل وفق نظام الملالي.
وقال الدكتور وحيد هاشم أستاذ العلوم السياسة بجامعة الملك عبد العزيز، إن المرحلة القادمة لإيران ستكون عزلة سياسية واقتصادية، بعد أن انفضحت نواياها أمام العالمين العربي والإسلامي والمجتمع الدولي، وسقطت عن وجهها الأقنعة التي كانت تضعها لتستميل بعض الفئات والعناصر العربية والإسلامية، كما ستمارس عليها ضغوط سياسية واقتصادية على المستويين الإقليمي والدولي، وهذه الضغوط ستتضمن عقوبات أمريكية وعقوبات أخرى ستضعف من النظام الإيراني وتشجع الفئات الساخطة على نظام الملالي، نظام البطش والقمع، على النهوض بالدولة ورفض استمراريته.
ووصف هاشم إيران بأنها دولة "مارقة" على المنظومة الإسلامية العالمية وعلى المنظومة الإقليمية وعلى الشرعية الدولية، حيث إنها تواصل إثارة الفتن والنزاعات والخلافات المذهبية والطائفية في محاولة مستميتة لفرض هيمنتها على المنطقة.
وأضاف أن إيران تمضي قدما في سياساتها النووية الهادفة إلى بناء قوة عسكرية نووية تهدد أمن واستقرار المنطقة والعالم، كما تعمل بشكل مستمر على تفجير كوامن الصراعات والخلافات الإقليمية، مؤكدا أن قمم الرياض استطاعت أن تعزل إيران عربيا وإسلاميا ودوليا وأن تثبت للعالم أنها دولة مارقة ومثيرة لعوامل عدم الاستقرار وتهدد الأمن والسلم الدوليين اللذين قامت عليهما منظمة الأمم المتحدة في عام 1945.
وأشار هاشم إلى الاتفاقيات التي عقدت في القمة سواء الأمريكية الخليجية أو الأمريكية العربية الإسلامية تعمل على تجفيف منابع تمويل الإرهاب.
وأكد الدكتور عصام ملكاوي أستاذ العلوم السياسة والاستراتيجية في جامعة الأمير نايف الأمنية، أن ما يظهر الآن من خلال سلوك وتصرفات إيران يشير إلى أنها حشرت في زاوية وتحاول فتح أبواب وقنوات الاتصال مع الآخرين لقنعهم بأنها شريكة في أمن المنطقة.
وقال إن إيران أمام تغيرات جديدة وعكسية، ما بين مرض المرشد وتردي الأوضاع الداخلية والخسائر الكبيرة التي تكبدتها في حروب العراق واليمن ولبنان، فرغم وجودها في تلك المناطق إلا أن الخسائر التي تكبدتها لا تقارن بما حققته، وستتواصل خسائرها في حال استمرار مسار سياستها الخارجية الراهنة التي أضرت بها وبشعبها.
وحول تصريحات إيران عن سيطرتها على أربع عواصم عربية، قال ملكاوي: مثل هذه التصريحات السياسية الخارجة عن اللباقة السياسية ليظهر النظام الإيراني أنه مسيطر على أربع عواصم عربية دليل ضعف وضيق وضع، واستطرد: "أعتقد أن إيران لم تعد مسيطرة إلا على بغداد وعلى جزء من بيروت، ولكن الأوضاع في صنعاء لم تشهد استقرارا حتى تشير إيران إلى أنها متحكمة بهذه العواصم.
وشدد ملكاوي على ضرورة تغيير السياسة المتبعة مع إيران ومع حلفائها، مشيرا إلى أن زيارة الرئيس الأمريكي للمملكة وعقد القمم الثلاث، لن يكون الوضع بعدها كما كان سابقا، خاصة فيما يتعلق بالتعامل مع القوة التي كانت تدعم الإرهاب، فجميع القادة والتصريحات اتفقت على أن إيران الراعي الأول للإرهاب ومثل هذه التصريحات تعد رسالة واضحة لإيران حتى تعي أنه لا يمكن أن يستمر ما تفعله.
وقال: أجمع العالمان العربي والإسلامي على محاربة الإرهاب وإطلاق مركز محاربة الفكر المتطرف وتجفيف منابع الإرهاب ومكافحة تمويل الإرهابيين، سواء من خلال أفراد أو منظمات على مستوى العالم، مضيفا أن القمة الأخيرة ألقت الضوء على كثير من هذه المسائل فلم يعد هناك مبرر أن يكون القول بعيدا عن العمل، في المرحلة القادمة ستكون عمليا قبل أن تكون قولا، وهو ما يجعل إيران تفكر ألف مرة قبل أن تقدم على ما أقدمت علية سابقا.
وقال ملكاوي: إن هناك نظرية تحكم الأهداف السياسية الداخلية وترى أنها تتضمن أمرين، المحافظة على شيء أو تغيير شيء، المحافظة أمر سهل ولكن التغيير أمر صعب، والمملكة استطاعت المحافظة على سيادتها وعدم السماح بالتدخل في شؤونها الداخلية وتحجيم السياسات الإيرانية التي كانت سائدة في المنطقة، وهو ما يحسب للمملكة من خلال نجاح القمم التي استضافتها أخيرا، وأضاف: "عندما تمادت إيران كان لابد من وجود موقف واحد للوقوف أمام الجماعات المتطرفة، خاصة أن الانتخابات الإيرانية عملية صورية وليست عملية ديمقراطية، فإيران تمر الآن بأوضاع سياسية واقتصادية سيئة.
وأشار ملكاوي إلى أن توسع النظام الإيراني بدأ عندما حصل الفراغ السياسي والفراغ الوجودي للقوة الدولية كالولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ونتيجة انسحاب القوات الأمريكية، وجدت إيران الفرصة المناسبة لتملأ الفراغ في العراق، واستطاعت من خلال وجودها وميليشياتها أن تنصب على الحكومة العراقية أتباعا لها ومن الطائفة الشيعية، كما استطاعت أن تضع أذرعا للتأثير السياسي في لبنان من خلال "حزب الله" الذي أمدته بكل وسائل الدعم إلى أن خسرت لبنان الكثير جراء سياسة حزب الله، كما حاولت التدخل في البحرين لأكثر من مرة ولكن سياسة المملكة نجحت في وقف التمدد الإيراني في البحرين بإرسال قوات استطاعت دحض التمدد الإيراني، كما واصلت إيران رغبتها في السيطرة على المنطقة ووصلت إلى اليمن من خلال حليفها الحوثي لإيجاد مساحة معينة لتوجد هناك، ثم أنشأت المملكة التحالف الذي استطاع إنقاذ 85 في المائة من الأراضي اليمنية.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من منوعات