هل تفعلها مثل .. «تاس»؟

في عصر الثورة التكنولوجية والتقنية وفي زمن الاتصالات التي تتيح للجميع الاطلاع على أفكار إبداعية لم تكن متوافرة من قبل والوصول إلى أكبر شريحة من الجمهور، أصبح لدى كثيرين وخاصة من الشباب والشابات فرص عظيمة وعديدة لإثبات قدراتهم على الابتكار وتحقيق أهدافهم بطرق تختصر عليهم كثيرا من الوقت والجهد وتحقق لهم النجاح والثراء.
أنا لا أرغب في القسوة على الشباب والشابات لكن النمطية التي بدأ البعض في تحقيق أهدافه من خلالها أشك كثيرا أنها ستحقق ثمارها على المدى الطويل خاصة في زمن التغييرات المتتالية التي تدهشنا كل يوم. معظم المشاريع الشبابية حاليا تدور في فلك الطعام والحلويات وتصميم الملابس وكأنها الطريق الوحيد لتحقيق الذات. لا أنكر وجود بعض المشاريع الخلاقة الابتكارية ولكنها تكاد تتلاشى وسط هذا الزخم الهائل من مشاريع الطبخ والطعام، ولا أنكر أيضا مهارة وبراعة البعض في التفنن في مشاريع الطعام، لكن يوما ما سيكون العرض أكبر من الطلب وستنهار مثل هذه المشاريع كما انهارت سوق العقار، فعلينا أن نساعد شبابنا وشاباتنا على التفكير في مشاريع خلاقة تتيح لهم إثبات قدراتهم ومهاراتهم التي يرغبون في تحقيقها وكسر حاجز التقليدية والخضوع لما تريده السوق حاليا، قبل أن تصاب السوق بالتخمة يوما ما!
من هو "تاس" الذي ذكرت اسمه في عنوان مقالي؟!
هو اختصار أول ثلاثة أحرف من أهم وسائل التواصل الاجتماعي حاليا (تويتر ـــ إنستجرام ـــ سناب)، هذه المواقع الإلكترونية كانت مجرد أفكار في عقول مؤسسيها من الشباب استطاعوا وبكثير من الجهد والإصرار ورغم العقبات أن يحققوا النجاح والثراء فيها ويثبتوا قدرتهم على الابتكار وهذه هي الفكرة التي أدعو إليها، أن ينظر الشاب إلى أعماقه ويبحر داخله ويفتش عن الحلم الذي يرغب في تحقيقه بعيدا عن الرضوخ لفكرة "الجمهور عايز كده". يفشل كثيرون لأنهم لا يمتلكون الشغف الحقيقي الذي يتناغم مع الحلم في داخلهم ولذلك نشهد مشاريع تغلق بأسرع مما تطلب الإعداد لها!
التفكير خارج الصندوق أصبح مطلبا ضروريا لشبابنا وشاباتنا في مشاريعهم التجارية حتى لا يقعوا أسرى لنمط التفكير التقليدي، الأمر يحتاج إلى عصف ذهني وتأمل داخلي عميق وشغف حقيقي وكثير من المجازفة والإصرار، فنجاح أحدهم وتميزه في مجال ما ليس دليلا على نجاحك بمجرد تقليده حتى لو توافرت لديك المقومات المادية فأنت في النهاية صورة ليست طبق الأصل!
ـــ نحن في عصر الفرص فيه عظيمة ومتعددة ومختلفة تنتظر من يقتنصها بشغف حقيقي!
وخزة
يقول ستيف جوبز "الشخص الشغوف يستطيع تغيير العالم".

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي