صداقة الأزواج
وصلتني رسالتها عبر "تويتر" تقول صاحبتها " لم أحرص على وجود صديقات في حياتي، فالصداقة الحقيقية هي صداقتي مع زوجي، يضحي بكل وقته من أجلي ونستمتع بوجودنا معا"، وبمجرد نشري للرسالة بدأت التعليقات السلبية تهطل مثل رماد البركان، قال أحدهم "راح يملون من بعض، المسألة وقت بس"، وقال آخر " هذه أنانية أن تفرض صداقتها على زوجها وتحرمه وجود الأصدقاء في حياته"، وقالت أخرى "كيف تنبسط وهي ما عندها صديقات تتسكع معاهم في الأسواق والمطاعم".... وووو!
ـــ حين رأت صاحبة الرسالة التعليقات السلبية التي كتبها البعض أرسلت رسالة توضيحية تقول فيها "أخبريهم أن عمري 55 عاما وعمر زوجي 61 عاما ولم نشعر بالملل من بعضنا ولا من صداقتنا في يوم ما"!
ـــ كثير من الأمور الجميلة التي من الممكن أن تحدث في الحياة للأسف يحاول البعض تشويهها إما بإنكارها أو الانتقاص منها أو التنبؤ بحدوث عكسها، ومثل هذه الصداقة الجميلة بين الزوجين يجب أن تمنحنا الإلهام والجمال والاستمتاع بتفاصيل الحكاية، ثم ما الذي يمنع أن تشعر المرأة بروعة الصداقة مع رفيق دربها؟!
ـــ كثير من صداقات الأزواج تموت فوق عتبات الأنانية وعدم الفهم الحقيقي للطرف الآخر، وتهرب المشاعر الجميلة من نوافذ الخوف والتوجس، ببساطة لأننا في مجتمع يجيد كل أساليب الضغط والتخويف وتوقع الأسوأ ووجوب اتخاذ الحذر من الغدر والخيانة ويدعم ذلك أمثال شعبية أكل عليها الدهر وشرب وضرب العبرة بقصة فلانة "اللي تزوج عليها زوجها" وعلانة "اللي خانها زوجها"، ومن هنا تبدأ أجمل لحظات الزوجية في الانهيار لأن كلا من الزوجين ينتظر أقل زلة من الطرف الآخر نتيجة المخاوف التي زرعها الآخرون في عقله!
ـــ دع عنك كل هراء المرجفين وابدأ في تقبل الطرف الآخر بكل سلبياته وإيجابياته، والتحدث معه لا بقصد التصيد والسيطرة وفرض الرأي بل لتتعرف عليه بشكل أعمق ومعرفة نقاط قوته وضعفه ومفتاح شخصيته، ثم ركز على إيجابياته وامتدحه عليها كثيرا وأشعره بقيمة وجوده في حياتك، واجعله يشعر أنك الإنسان الذي عليه أن يهرع إليه حين يريد أن "يفضفض" ويحتفل ويشكو ويسعد ويحزن ويحلم ويخطط، وشيئا فشيئا ستعيش تلك الصداقة التي ظننتها من المستحيل!
وخزة
يقول مصطفى محمود:
"لست أخاف من المرأة الشريرة لأن شرها يجعلني أحشد لها كل أسلحتي، أما المرأة الفاضلة فإني أرتعد وأخاف منها لأن فضيلتها تجعلني ألقي بكل سلاحي وأضع روحي بين كفيها بلا تحفظ".