مؤشرات الإنجاز في «رؤية 2030» (2)

حدثتكم في المقال السابق عن الأهداف التي لم تعد خافية من قبل أصحاب الحسابات الوهمية في "تويتر" وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي في استهداف أفكار المواطن ومحاولة زرع الشك في إمكانية تحقيق "رؤية 2030" على أرض الواقع، وضربت مثلا بشعب ماليزيا الذي آمن برؤية محمد مهاتير على الرغم من الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والدينية بالغة السوء التي كان يمر بها وطنهم، ورغم ذلك اندفعوا بكل إيمان وحب معه لتحقيق الرؤية فنجح ونجحوا!
ما المطلوب من المواطن ومن الجهات الحكومية والقطاع الأهلي في هذه "الرؤية" التي ستجعلنا نؤمن فيما بعد بأن العبرة بكمال النهايات لا بنقص البدايات؟!
ــــ حتى تعيش "الرؤية" في عقل ووجدان وسلوك الأجيال يجب على وزارة التعليم أن تفكر جديا في إدراج منهج مدرسي عن "رؤية 2030" في صفوف المرحلة الابتدائية، فحتى نصل لعام 2030 أمامنا 14 عاما ـــ بإذن الله تعالى ـــ وهي فترة ذهبية ستجعل أجيالنا يعاصرون التغيرات التي تحدث منهجيا وواقعيا، وبالتالي نحن نصنع أجيالا تمتلك نظرة عملية عميقة تؤمن بأن الهدف يتحقق والرؤية تنجز والحلم يتحول إلى واقع . لحظتها لن يقف عائق في المستقبل البعيد أمام هذه الأجيال التي تم الاستثمار في عقولها بشكل صحيح!
ــــ وزارة الإعلام بجميع وسائلها المتاحة يقع عليها عبء كبير في التثقيف الإعلامي للمواطنين بأهداف وخطط وتفاصيل هذه "الرؤية" من خلال الأساليب التي تضمن وصول المعلومة بشكل سلس جميل تخاطب فيه كل الشرائح والأعمار، عن طريق الفيلم التعريفي والمسابقات والإعلانات المتكررة بشكل مستمر وكذلك تفعيل دور النوادي الأدبية في المشاركة في مسابقات وفعاليات ومنافسات أدبية حول الرؤية. ـــ القطاع الأهلي بجميع مؤسساته عليه أن يكون موازيا للحكومي في الجهود المبذولة، فالإيمان بقدرات الشباب السعودي وإشراكهم في بناء الوطن عن طريق التوظيف بهذه المؤسسات، والاهتمام بتدريبهم تدريبا حقيقيا قبل الانخراط في الوظيفة، وإسناد الوظائف القيادية للشباب المتمرس بالخبرة والمتحفز للنجاح وإثبات الذات، كل ذلك نوع من الشعور بالمسؤولية الوطنية الحقيقية ومساهمة عملية في تطبيق الرؤية! ـــ والأسرة لا تقل أهمية عما سبق، فالأبناء "يتشربون" لا شعوريا أفكار وآراء أسرهم، فحين يستمعون إلى آراء سلبية وأفكار محبطة حول الرؤية داخل الأسرة، فهم حتما سيعتنقون الاتجاه نفسه وهنا تكون "الطامة"، إشكالية كثيرين. إنهم لا يؤمنون بأنهم قادرون ـــ بإذن الله ـــ على صنع المستحيل، وأظن أن الأوان قد حان ليبدأوا في التغيير.
وخزة
يقول هارولد ويلسون "كل من يرفض التغيير مآله الاضمحلال. المؤسسات البشرية الوحيدة التي ترفض التغيير هي المقابر".

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي