مصادر الطاقة الكهربائية العالمية .. المتجددة والفحم

صرحت وكالة الطاقة الدولية أنها قد رفعت وبنسبة كبيرة توقعاتها لمعدلات نمو مصادر الطاقة المتجددة خلال خمس سنوات، وذلك بفضل الدعم السياسي القوي في الدول الكبيرة والتخفيضات الشديدة في التكاليف. وقد تجاوزت الطاقة المتجددة خلال العام الماضي الفحم لتصبح أكبر مصدر لقدرات الطاقة المثبتة في العالم. وتقول وكالة الطاقة الدولية إن القدرة العالمية لتوليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة قد تجاوزت الآن بالفعل قدرة توليد الكهرباء من الفحم. وقد اعتمد بيان الوكالة على تقريرها عن سوق الطاقة المتجددة متوسط الأجل لعام 2016، الذي يعزو النمو الأسرع على الإطلاق في تثبيت قدرات الطاقة المتجددة ـــ حتى أنه أسرع من الوقت الذي كانت فيه أسعار النفط الخام في أدنى مستوياتها التاريخية ـــ إلى السياسات الحكومية الداعمة في بلدان مثل الصين والهند والمكسيك والولايات المتحدة.
ووفقا لما ذكرته وكالة الطاقة الدولية في تقرير حديث فإن الطاقة المتجددة شاركت في العام الماضي بأكثر من نصف الزيادة التي شهدتها قدرات توليد الكهرباء. ويقول التقرير إنه قد تم تركيب نصف مليون لوحة شمسية كل يوم خلال العام الماضي في جميع أنحاء العالم. بل ويشير إلى أن الصين ـــ بحسب التقرير ـــ شهدت تركيب توربيني رياح كل ساعة. وتعتبر مصادر الطاقة المتجددة ـــ مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية والطاقة المائية ـــ عنصرا أساسا في الجهود الدولية الرامية إلى مكافحة تغير المناخ. وقد شهدت المرحلة الحالية تفوق الطاقة المتجددة على الفحم في القدرة على توليد الطاقة وليس في كمية الكهرباء المنتجة فعليا.
وتتسم الطاقة المتجددة بأنها متقطعة، حيث تعتمد على سطوع الشمس أو هبوب الرياح ـــ على سبيل المثال ـــ على عكس الفحم الذي يمكنه توليد الكهرباء 24 ساعة يوميا على مدار السنة. ومن ثم فإن تقنيات الطاقة المتجددة تولد حتما كمية من الطاقة أقل بكثير من قدراتها. على الرغم من ذلك فإنها تحقق تطورا لافتا للنظر. ويقول فاتح بيرول المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية "إننا نشهد تحولا في أسواق الطاقة العالمية تقوده مصادر الطاقة المتجددة".
وعلى الرغم من احتفاظ الفحم وغيره من أنواع الوقود الأحفوري بالصدارة بين مصادر توليد الكهرباء، فقد أصاب الارتباك عديدا من مرافق ومجموعات الطاقة التقليدية بسبب سرعة نمو مصادر الطاقة المتجددة والانخفاض السريع في تكاليف تقنياتها. ولكن على الرغم من أن الفترة الماضية كانت استثنائية فلا تزال هناك أسباب تدعو إلى الحذر، حيث تتواصل حالة تخبط السياسات في عديد من البلدان متسببة في تباطؤ وتيرة الاستثمارات. كما أن التقدم السريع في مجال الطاقة المتجددة المتغيرة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية الكهروضوئية يفاقم مشكلات تكامل النظام في عدد من الأسواق، ولا تزال تكلفة التمويل تشكل عائقا في كثير من البلدان النامية. وأخيرا فإن التقدم في نمو الطاقة المتجددة في قطاعات التسخين والنقل لا يزال بطيئا ويحتاج إلى جهود سياسية أقوى بكثير.
ويعكس التوسع في قدرات الطاقة المتجددة الانخفاض في تكاليف توربينات الرياح البرية والألواح الشمسية الذي يصفه التقرير بأنه انخفاض مثير للإعجاب ولم يكن واردا قبل خمس سنوات فقط. والعامل الآخر الذي يشير إليه التقرير هو السياسات الحكومية التي تمنح الحوافز المالية نظير استخدام مصادر الطاقة المتجددة. وترى وكالة الطاقة الدولية أن مركز ثقل نمو الطاقة المتجددة ينتقل إلى الأسواق الناشئة. ويحدد تقرير الوكالة عددا من الأطر السياسية والسوقية التي من شأنها تعزيز نمو قدرات الطاقة المتجددة بنسبة 30 في المائة تقريبا في السنوات الخمس المقبلة، ما يؤدي إلى بلوغ حجم السوق السنوي إلى نحو 200 جيجاواط بحلول عام 2020. وهذا النمو المتسارع من شأنه أن يضع العالم على الطريق الأنسب والأفضل لتحقيق أهداف المناخ طويلة المدى.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي