قلبك يعرف دوما

ماذا لو كان هناك جهاز يكشف للناس ما تحمله قلوبهم من مشاعر تجاه بعضهم البعض؟!
هل ستظل العلاقات الحالية كما هي أم سيطرأ عليها تحديث بحسب النتائج التي سيقدمها هذا الجهاز؟!
ربما في المستقبل ومع هذا التقدم العلمي الهائل نرى مثل هذا الجهاز، لكنه لن يكون بمثل دقة قلبك وصدق إحساسه. إشكاليتك في الحياة أن الأمور تختلط عليك فتتنازعك الأهواء والآراء فلا تنصت إلى ما يقوله قلبك ولا ترهف السمع إلا لما تريد أصلا أن تسمعه، ولذلك تشعر بالألم حين تصدم بحبيب أو قريب رغم أنه كان بإمكانك تجنب ذلك!
قلبك لو أنصت له جيدا فسيقودك نحو الأشخاص الذين يكنون لك مشاعر الحب والصفاء والمودة بلا زيف ولا مصلحة، سيخبرك عن تراتيل دعائهم لك في ظهر الغيب بالتوفيق والرزق والخير، وعن عواصف الخوف التي تهب على أرواحهم حين يمسك سوء أو مرض أو ضائقة، سيحدثك عن لهفتهم للقاء بك حيث الصدق في الحوار والأسلوب والمشاعر مهما كان الاختلاف في الرأي، مثل هؤلاء دع قلبك يقودك نحوهم لا تلجمه مهما كانت الأسباب فهم كنوزك الحقيقية في الحياة، وإن كانت سبل الوصال بينك وبينهم قد حالت دونها "مطبات" أو أرصفة متهدمة أو حفر عميقة.. فبادر وقم بالخطوة الأولى وأخبرهم كم يشتاق قلبك لهم.. برسالة أو اتصال أو زيارة!
كما أنك لو أنصت جيدا لقلبك.. فسيحذرك من أشخاص تتفجر في أعماقهم براكين الحقد والحسد نحوك حتى تكاد حممها من شدتها تحرقهم قبل أن تحرقك، لكن يغالبون مشاعرهم السوداء ويرسمون الفرح على شفاههم عند رؤيتك من أجل مصلحة يرجونها منك أو مال يطمحون إليه أو غاية يرمون إليها، ومهما قدمت لهم من مشاعر صادقة ونوايا طيبة فلن تحظى منهم إلا بالألم والجراح النفسية والصدمات المتتالية!
مثل هؤلاء طاوع قلبك في حكمه عليهم، وحاول التخلص منهم تدريجيا حتى تقطع علاقاتك معهم أو تجعلها على الأقل سطحية لأقصى درجة، فمهما أعطيتهم من فرص ليكونوا أفضل فسيتسببوا لك في كل مرة بمزيد من الوجع والجحود!
وخزة:
عش حياتك كما تستحقها بعيدا عن الألم النفسي والصدمات المتتالية، ولا تخشى أن تكون وحيدا حين تبدأ في "غربلة" من حولك، فأصحاب النوايا الطيبة سيقيض لهم الله أحبة حقيقيين مثلهم يمسكون بأيديهم نحو حقول الأمل والعطاء والحب والصدق.. لذلك أنصت لقلبك دوما!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي