Author

توظيف السعوديات .. والمحك الجديد

|
حملت لنا التقارير والأخبار خلال الفترة الأخيرة مؤشرات إيجابية كانت محل حديث الناس في كل وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، عن تحركات جهات رسمية وفي القطاع الخاص لزيادة نسب التوظيف في شتى مختلف مرافقها المتعددة، خاصة القطاعات الخدمية التي يمكن أن تستوعب وظائف نسائية مقارنة بالسابق، وهذا يأتي على الرغم من عدم وجود إحصائيات رسمية دقيقة عن أرقام ونسب التوظيف النسائي في هذه المرافق. إذن هذا التحرك ممكن أن نطلق عليه الإيجابية تجاه المرأة السعودية التي كانت قد بدأت وبشكل ضئيل في اقتحام مرافق العمل المختلفة، ولو أنها انحصرت في نطاق ضيق جدا، إذا تمت مقارنته بدول العالم خاصة العربي منه، حيث تركز في قطاع التعليم بشكل أكبر. ولكن في عالم اليوم في ظل المتغيرات والمستجدات الاجتماعية والاقتصادية تضخمت الأرقام بشكل كبير وتوسعت دائرة التوظيف بأكثر من 180 درجة لظروف ولأسباب يعرفها الجميع، فالدولة نفسها وضعت خططا كبيرة لاستيعاب توظيف المرأة. والأهم من ذلك فإن المرأة أثبتت وجودها حتى وصلت إلى مناصب قيادية وشاركت في منظمات العمل المدنية والحكومية والتطوعية وكل أشكل أنماط الحياة العامة. وجاء كل ذلك بتوفر فرص التعليم، إذن إن المرأة المؤهلة عن طريق التعليم والخبرة المناسبة سيكون لها دور قيادي في مناصب المؤسسات الحكومية، حتى إن بعضهن نجحن في الدخول إلى الاستثمار في قطاعات غير مألوفة للسيدات مثل النفط والبتروكيماويات. ولنضرب مثالا ووفقا لإحصائيات رسمية فإن لدى "أرامكو" السعودية نحو 80 سيدة في مناصب قيادية، وهذه النسبة في ازدياد، إذ زاد عدد المبتعثات للدراسات الجامعية والعليا في المجالات العلمية والتقنية بما فيها هندسة البترول والهندسة الكيماوية إلى 100 مبتعثة سنويا، وبلغ عدد الموظفات العاملات في الشركة حاليا أكثر من 4400 موظفة. وقد تم توظيف أول امرأة عام 1964، وتم ابتعاث عدد محدود للعمل في مختلف قطاعات "أرامكو" منذ بداية السبعينيات. كما أن توجه الدولة أخيرا تجاه شركة أرامكو لطرح جزء ضئيل من أسهمها للاكتتاب يساعد هذا الوضع كثيرا على إيجاد فرص وظيفية جديدة. إذ كانت هناك نساء رائدات أثبتن كفاءتهن وتقلدن مناصب في إدارة الشركة وصلت إلى درجة الإدارة التنفيذية. هذه الأمثلة من شركة أرامكو تبشر بأرقام ضخمة لتوسيع دائرة توظيف السعوديات، خاصة ونحن على أعتاب بل دخلنا مرحلة تنفيذ عديد من خطة "رؤية المملكة 2030" وأيضا برنامج التحول، حيث أعلنت معظم الشركات الكبرى التي وقعت معها السعودية شراكات واستراتيجيات استثمارية وتجارية عن استعدادها لتوظيف السعوديات خاصة اللاتي يحملن مؤهلات جامعية، ما سيوفر فرص عمل لكثير من الباحثات. ومن هنا ننادي ونناشد السعوديات بضرورة استثمار هذه الفرص خلال المرحلة المقبلة، حتى تسهم المرأة بشكل إيجابي وقوي في النهضة التنموية والاجتماعية لمملكتنا الحبيبة.
إنشرها