تدخل غير حميد

يؤكد علماء الإدارة ومختصو القيادة أن إعطاء المساحة الكاملة لكل مسؤول لتنفيذ أعماله وتحقيق رؤية من يعتمدون على وجوده لتحقيق الأهداف. إن الضغط على مكونات العملية الإدارية وعناصر الإدارة المترابطة في سبيل منع التداخل والسماح بالفرصة الكاملة لنجاح المسؤول عن الوحدة الإدارية، أمر يستدعي رقابة ودعما مهمين لكل من يعتمد عليهم المسؤول في تحقيق الأهداف.
إشكالية التدخل في عمل المسؤول الجديد هي واحدة من المعضلات التي يقع تحت ضغطها من يكونون في الموقع قبل وصول الرئيس الجديد، ذلك أن المستفيدين من وضع سابق، سيحاولون بلا شك أن يحافظوا على مكاسبهم، وهذا يولد جوا غير صحي تنتشر فيه الشائعات والإسقاطات ومحاولات التشكيك في قدرات أو سلوك أو أسلوب عمل القائد الجديد.
يجب ـــ عندها ــــ على المسؤول الأعلى أن يكون حصيفا رافضا لكل محاولات التشكيك والإساءة تلك، على أن عناصر الرقابة والمتابعة الموجودة في النظام قادرة على كشف كل التجاوزات والإساءات التي تحدث في مكان العمل. كما أن التأييد الكامل لكل مبادرات القائد الجديد والتعامل معها بإيجابية وإعطاءها الفرصة للظهور والتكامل مع مختلف العناصر المكونة للإدارة ومن تؤثر فيه وتتأثر به، أساسية.
تأتي أهمية هذه الثقة اعتمادا على الإنجازات السابقة التي بنت عليها القيادة الأعلى قرارها باختيار القائد الجديد. إن الكفاءة والنجاح والمهارة في الأداء عملية تراكمية تدفع بالقدرات لدى الإنسان في اتجاه تصاعدي. تبرز في مراحل معينة الفروق بين الخبرات لينتج عنها اختلاف الآراء والنظر إلى قضايا معينة اعتمادا على الرؤية الشخصية لكل رئيس.
يتأكد عندها أن التدخل في الأمور الصغيرة وعدم إعطاء المساحة الكافية للقرارات والخطط للظهور والتأثير في مستقبل المنظومة، سيؤدي إلى تزايد الخوف من اتخاذ القرارات لتعود المنشآت لحالة التبلد والابتعاد عن الإبداع، ما يولد المزيد من الآثار السلبية على الجميع خصوصا الموارد البشرية التي تفتقد الحماس وتصبح خائفة من التغيير.
هنا تظهر مجموعات التخويف والتهديد بكل شيء في المنظومة، ويتسيد محاولو تصيد الأخطاء المشهد، فيتحول المجهود الأكبر في المنظومة نحو البناء على إخفاقات الآخرين، وهو ما يجعل الجميع يخسرون في نهاية المطاف. كل هذا بسبب عدم إعطاء الفرصة كاملة لقادم الجديد.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي