أكاديمية الملك سلمان .. للحضارة الإسلامية

الكل يعلم أن بلادنا منبع الإسلام ومهد العروبة وأن قيادة ومواطني هذه البلاد يعتزون بذلك كثيرا.. ومن هذا المنطلق فإن الصحراء برمالها الذهبية وجبالها الشماء تحتوي على كنوز من شواهد الحضارتين العربية والإسلامية على امتداد آلاف السنين، وقد تركت تلك الكنوز مطمورة تحت الأرض لقرون عديدة بفعل انشغال الآباء والأجداد بالبحث عن قوت يومهم في ظل شظف العيش الذي مر على جزيرة العرب ولم تشهد مثل قسوته الأمم الأخرى. ثم جاءت فترة الطفرة بعد اكتشاف النفط فكانت هي الشغل الشاغل للحكومة والشعب وصاحبتها أيضا أقوال وشبهات حول النهي عن الاهتمام بالآثار أو حتى زيارتها.. وظلت الحال كذلك حتى اندثرت وتهدمت وسرق عديد من القطع الأثرية المهمة.. ومع ذلك بقيت تحت الأرض كنوز ومدن لا مثيل لها في العالم.. وشمر عديد من علماء الآثار من أبناء هذه البلاد عن سواعدهم فنزلوا إلى الميدان وعملوا بأيديهم وبمساعدة طلابهم على كشف عديد من المواقع المهمة مثل مدينة الفاو التي عمل عليها العالم الآثاري الأول الدكتور عبدالرحمن الأنصاري ومدينة الربذة التي كشفها زميله ورفيق دربه العالم الآثاري الدكتور سعد الراشد.. وتبعهما في هذه الجهود المباركة لدراسة تواريخ وآثار الجزيرة العربية علماء أجلاء أذكر منهم الدكتور أحمد الزيلعي والدكتور علي الغبان وغيرهما ممن كانوا وما زالوا يبذلون جهودا كبيرة تحت مظلة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني التي يقودها الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز المولع بتاريخ وحضارة هذه البلاد منذ أن أطل عليها من (ديسكفري) أثناء رحلته الفضائية المعروفة فرأى وصوّر تلك الصحاري التي تخفي تحت رمالها وصخورها حضارات سادت ثم بادت وبقيت شواهدها لتروي للعالم الآن أننا أمة الحضارتين العربية والإسلامية.. ولقد نجح الأمير سلطان بن سلمان أيضا في تسجيل عديد من المواقع لدى منظمة اليونسكو العالمية ضمن أهم المواقع التاريخية في العالم. ويسعى الأمير بحماس وطني إلى اكتشاف وتسجيل مزيد من المواقع وإلى إنشاء متحف عالمي للحضارة الإسلامية حيث يكون مرجعا للباحثين والدارسين في هذا المجال من كل بلاد العالم.

وأخيرا:
أضع أمام الأمير سلطان بن سلمان ، مقترحا لإنشاء "أكاديمية لدراسات الحضارتين العربية والإسلامية" تحمل اسم الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - المهتم بالتاريخ والحضارتين العربية والإسلامية، ويكون مقرها مدينة الرياض عاصمة القلب النابض للأمتين العربية والإسلامية حيث يقوم بالتدريس فيها العلماء الذين أشرت إليهم.. وتدرس فيها كتب المؤرخين والباحثين الذين سبقوهم أمثال حمد الجاسر وعبدالله بن خميس وغيرهما من الأعلام.. ولتكون هذه الأكاديمية مع المتحف الإسلامي المزمع إنشاؤه مقصدا ومرجعا للباحثين والدارسين في تاريخ الحضارتين العربية والإسلامية من مختلف دول العالم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي