عرب الخليج النبلاء
الانشغال بمزيد من التنمية والبناء وتحقيق رفاهية المجتمع، غاية من غايات "رؤية المملكة 2030". وهذه المسألة تتشارك فيها كل المجتمعات المتحضرة.
إن الفارق بين الحضارة والتخلف، أن الإنسان المتحضر يغدو جزءا من حركة البناء والنماء في مجتمعه. أما الإنسان المتخلف، فإن تفاصيل الهدم والفناء هي التي تستحوذ عليه. النتيجة تظهر محصلتها النهائية من خلال مخرجات هذه التنمية.
لقد صاغت المملكة نموها ورفاهية أبنائها، خلال سنوات طويلة. في البدايات، كانت الموارد شحيحة، وعندما أفاض الله الخير على المملكة ودول الخليج العربية الأخرى، كان شغف المملكة ودول الخليج العربي في بناء الإنسان وإعمار المكان. بينما تشاغلت دول أخرى بهوس تصدير الثورات، والنظرة الاستعلائية للآخرين.
كانت العنصرية والفوقية التي تميز الخطاب الثقافي العربي ضد دول الخليج العربي أحد عناوين ستينيات وسبعينيات القرن الماضي. وكان هناك مجموعة من المثقفين الذين ينظرون للخليج العربي باعتباره منطقة ثرية بالبترول ولكنها دون حضارة ولا تاريخ. هذا التجهيل الذي خاضته تلك الأقلام العربية، ظل مستمرا لأعوام طويلة.
اليوم عندما ننظر من حولنا نجد أن الخليج العربي منطقة حضارة ونماء وسط حالة عربية متردية.
أصبح مشهد الثقافة والإعلام في الخليج العربي هو الأكثر تأثيرا، وصارت دول الخليج العربي محطة كل مبدع باحث عن الفرص الحقيقية للعمل والعطاء.
لم تتوار الأصوات العربية التي تنتقص من الخليج العربي. لكن واقع الحال يؤكد أن انشغال المملكة ودول الخليج بالبناء أعطى ثماره، وانشغال العرب الآخرين بالخطابات الشعوبية والعنصرية جعلهم ينحسرون، وبعضهم أصبح يتخندق مع إيران ضمن خطاب فارسي يريد الهيمنة على المنطقة وتغيير هويتها العربية.
من المفارقات اللافتة، أن المملكة ودول الخليج العربي، خلال مواجهاتها للتدخلات الإيرانية في العالم العربي، تخوض دفاعا عن العرب وحضارتهم في الدول ذاتها التي كان مثقفوها ولا يزالون يزعمون يوما أنهم حراس العروبة.
في النهاية يعيش الخليج العربي عصرا زاهيا، لأن قادته آمنوا بتنمية الإنسان وبناء الأوطان. وأيديهم تمتد لتصافح العرب الآخرين برجولة ونبل الإنسان العربي الأصيل.
وقريبا سوف نحتفي بعالم عربي يسوده السلام وينأى عن شرور إيران وطائفيتها المقيتة.