اعرف.. أحبابك
يقول الكاتب أنيس منصور (في وقت الشدة فقط ستعرف من هم أحبابك.. ومن هم حثالة اختيارك).
في بدايات انطلاقك في طريق الحياة ستشعر بالزهو الشديد حين تتسع دائرة الصداقات والمعارف من حولك، فيتسلل نحو أعماقك شعور خفي بأنك شخص تتمتع بالأهمية وهذا سيمنحك إحساسا بالقيمة والاحترام والمكانة الاجتماعية المؤثرة التي تطمح إليها.. خاصة حين تتغيب عن مناسبة أو اجتماع ما فتجد الاتصالات تنهال عليك يطالبونك بالحضور فمكانك الفارغ لا أحد يستطيع أن يملأه فتهمس لنفسك "يا زين أصدقائي لا خلا ولا عدم"!ثم يتضخم ذلك الإحساس في داخلك بأهميتك بالنسبة إليهم فيدفعك بكل حماس لبذل مزيد من الجهد والطاقة والمال والوقت و"النفسية الحلوة" لمثل هذه العلاقات العديدة، غير عابئ بمتطلبات أسرتك وزوجتك وأطفالك وعملك، ودون أن تشعر ستجد نفسك تقفز بالأمور الثانوية إلى قائمة الأولويات، فتنجرف نحو العطاء اللا محدود لدائرة الأصدقاء والمعارف دون أن تتوقف لحظة لتعيد تقييمهم أو على الأقل لتسأل نفسك هل يستحقون هذه التضحيات العظيمة التي أقدمها لهم؟!
ـــ وفي تلك اللحظة الفاصلة التي اعتادت فيها الحياة أن تتوقف أمام المغفلين لتهبهم درسا قاسيا يوقظهم من أحلامهم ويصقل أرواحهم.. ستجد عالمك انقلب رأسا على عقب، وانكشف كثير من الأقنعة، وهرب من الباب الخلفي لحياتك أشخاص كنت تظنهم سيشرعون أبواب قلوبهم لك حين تحتاج إليهم، وتساقط أصدقاؤك من شجرة صداقتك كما تتساقط أوراق الخريف فلم تعد هنالك مصالح شخصية تغريهم بالبقاء!
ـــ في تلك اللحظة لا تلق باللوم على غدر الأصدقاء والأحباب والمجتمع والحياة والدنيا!
ـــ بل ألق اللوم على نفسك فأنت لم تحسن الاختيار والتقييم.. فإخوة يوسف رموه في البئر «وجاءوا أباهم عشاء يبكون»!
ـــ ستخبئ لك الحياة العديد من مفاجآتها ودروسها المؤلمة فإن لم تستفد مما تقدمه لك، فستكون في النهاية مثل ذلك "الكيس المعلق" الذي يضربه الملاكمون بكل قوة غير عابئين بتمزق أطرافه!
ــــ لذلك لا تجعل نفسك تعتاد على طعنات الألم والإحساس بالخيبة فنفسك إن لم تحترمها.. ستعذبك!
ــــ أعد ترتيب قائمة أولوياتك وامنح أسرتك ونفسك وأهدافك ومن يستحق من الأحباب وقتك ومحبتك فالعبرة ليست بكثرة من حولك بل بوجود من تحب إلى جوارك حين تحتاج إليه!
وخزة
يقول إينشتاين
إذا أردت أن تعيش حياة سعيدة فاربطها بهدف وليس بأشياء أو أشخاص!