رصانة الإعلام
يتميز الإعلام في المملكة العربية السعودية، في خطاباته للداخل والخارج، باللغة اللطيفة، والكلمة الراقية، البعيدة عن البذاءة، والعبارات النابية.
هذه الأطر التي تأصلت في الإعلام السعودي، يعرفها ويدركها كل من عمل في المجال الإعلامي، إذ لا يمكن السماح بالخطابات الضعيفة الهشة التي تتوكأ على الشتائم.
وفي قمة الأزمات التي كانت تواجهها المملكة مع خصومها في الخارج، لم يظهر في الإعلام المحلي الرسمي أي عبارات نابية، فالحجة والدلائل الدامغة هي المحور الذي يصوغ الخطاب الإعلامي في المملكة، مثلما يصوغ الخطاب الدبلوماسي أيضا.
إن القوة الحقيقية للإعلام، لا تقوم على مبدأ الصراع الذي يخرج عن مواثيق الشرف الإعلامي.
لكن من الواضح جليا في الحالة العربية، أن بعض من يتصدون لصياغة مواثيق الشرف الإعلامي، يعز عليهم أن يلتزموا بهذه المواثيق. إذ تتحول مواثيقهم إلى مجرد شعارات، يظهر خواؤها عند أول اختبار تخوضه في قضايا الخلاف والاختلاف.
إن خطاب المملكة للداخل والخارج، يستمد رؤيته من خلال ثوابت ترسم السياسة الإعلامية، ويتسق هذا الخطاب من خلال منابر متعددة، تدعمه مؤسسات الإعلام المحلية، وأيضا خطابات وزارات الداخلية والخارجية وبقية المنشآت الحكومية.
حتى في حالات الغضب والعتب، بسبب جور بعض الأشقاء والأصدقاء، كانت الخطابات الرصينة هي التي تصوغ المشهد. وأي خروج عن هذا السياق، يبقى نادرا ولا يمكن القياس عليه.
إن من المهم التأكيد، أن الأصوات التي تستهدف السعودية من وقت إلى آخر، عبر وسائل الإعلام، لا تأثير لها، لأنها في غالبيتها تفتقر إلى الحجة، فتتوكأ على الشتم والتلاعب بالحقائق.
هذه الحقيقة، تؤكد رجاحة ووجاهة السياسات الإعلامية التي تنتهجها المملكة في إدارة الأزمات وتوجيه الرأي العام.