«زلطة اللولو»

مقطع فيديو عفوي لرحلة برية تظهر فيه مجموعة من النساء يقمن "بغرف" الغداء، وتتعالى أصواتهن يطالبن "اللولو" بإحضار "زلطتها"، وينتهي المقطع دون أن نرى "زلطة اللولو"!
مقطع عفوي بسيط قد يضحك عليه الكثيرون وينتهي الأمر.. لكن الكاتب قد يرى فيه رؤية عميقة لبعض الأمور الساخرة التي تحدث في الحياة وتبقى دون تفسير!
ــــ "زلطة اللولو" هي مثل بعض الوعود التي يقطعها مسؤول ما على نفسه للمواطنين ويعدهم بتحقيقها.. وتمر السنوات وهم لا يرون لها أثرا على أرض الواقع نسمع بها ولا نراها، وأقرب مثال على ذلك "بعض" وأنا هنا لا أعمم.. بعض أعضاء المجالس البلدية تجدهم قبل الانتخابات "يشدون حيلهم" فيضع المرشح قائمة طويلة عريضة بالوعود البراقة لبرنامجه الانتخابي والأهداف المرسومة التي سيسعى جاهدا لتحقيقها لسكان الحي إن تم انتخابه، فتنصب الخيام وتجهز القاعات، وتدار دلال القهوة مع أفخر أنواع التمر السكري وتقدم صواني "المفطحات" والبوفيهات الأنيقة وتتعالى أعمدة الدخان من مباخر العود الكمبودي الفاخر، فيشعر المرشِح بكسر الشين بأن الحي الذي يسكنه قد قيض الله له رجلا يخدمه بكل إخلاص وهمة، ولذلك في نهاية المطاف يتم التصويت له، ثم تمر أيام قلائل وتنتهي الانتخابات وتطوى الخيام وتغلق القاعات ويفوز المرشَح بفتح الشين وتصبح الوعود مثل "زلطة اللولو" نسمع بها ولم نرها!
ـــ ما فائدة التصويت إن لم يتواصل عضو المجلس البلدي بشكل مباشر مع المواطنين ويستمع لشكاواهم وآرائهم وينصت لاقتراحاتهم ويسعى جاهدا لتحقيقها على أرض واقع الحي الذي يمثله؟
وما المانع أن يتفقد الحي بنفسه ولا يعتمد على الصورة المنقولة له من الآخرين؟
وما المانع أيضا أن يقوم بتصميم استبانات خاصة بسكان الحي يستطيع من خلالها قياس مدى رضا الناس عن الخدمات التي يقدمها المجلس البلدي لهم؟!
لكن يظل مع الأسف هناك "بعض" من أعضاء المجالس البلدية الذين لا يعملون على تنفيذ الأهداف التي وعدوا بها مرشحيهم من سكان الحي والتي بناء عليها تم ترشيحهم، فنتمنى من وزارة الشؤون البلدية والقروية التدخل وإعادة تقييم جدوى وجودهم في المجلس البلدي من عدمها، فقد سئمنا من وعود براقة نسمع بها ولا نراها!

وخزة
يقول باولو كويلو "قول الحقيقة وإزعاج الناس، أفضل من الكذب لإرضاء الناس".

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي