توضيح القنصلية
أدعو لموظف القنصلية السعودية في لوس أنجلوس بالمغفرة والرحمة وبالشفاء للطالبين المصابين في الحادثة المؤسفة التي سببها سائق مخمور دهسهم أثناء وقوفهم في أحد شوارع المدينة.
التوقعات من ممثليات المملكة في الخارج كبيرة، ومهم جدا أن نشاهد المزيد من الاهتمام بالقضايا التي يكون أبناؤنا أطرافا فيها. لعل ما يدفع لتوقع الأفضل هو كثرة أعداد الموجودين خارج المملكة والصلاحيات الكبيرة الممنوحة لهذه الممثليات من قبل قيادة العمل في الوزارة، والتغير الكبير في سلوك الأبناء والبنات في الخارج، إضافة إلى الثقافة التي يتبناها العالم اليوم بخصوص الاهتمام بمصالح المواطن في كل مكان.
أتوقع أن مساهمة وسائل التواصل الاجتماعي في نقل الأحداث ومراقبة سلوكيات كل الجهات الخدمية، أسهمت إلى حد كبير في الدفع باتجاه تحسين الكفاءة وتحمل المسؤوليات، وهو من محاسن هذه الوسائل، فالرسالة تصل إلى أعلى المستويات في لمح البصر، وتنتشر الشكاوى والصور والمقاطع في كل مكان، ما يستدعي المزيد من الحرص على ثقافة الأداء وحسن التعامل مع كل المستفيدين.
هذا بالضبط ما يجعلنا نطالب دائما بأن تكون الرسائل المبعوثة من خلال وسائل التواصل ذات مصداقية عالية. فمع المصداقية نحصل على وسيلة رقابة أداء لا يمكن أن يستغني عنها أي مسؤول، كما أنها ذات أثر كبير بسبب انتشارها الواسع وإقبال الناس على متابعتها ونشر محتوى ما يهمهم منها.
إلا أنني أميل كذلك إلى تبني مفهوم آخر يتعلق بثقافة بيئة الأعمال. إن الحرص الذي تبذله مختلف الجهات التي تقدم الخدمة للمواطن لتكوين بيئة مسؤولة، ذات حساسية عالية فيما يتعلق بسمعة المنظومة ومستوى الخدمات التي تقدمها، يؤدي إلى التنافس الشريف لتحقيق أعلى مستويات الكفاءة والأداء من قبل جميع العاملين. هذه البيئة هي التي تستطيع أن تتجاوز المؤثرات الخارجية من خلال التفاعل السريع مع متلقي الخدمة، وتوقع المشاكل وإيجاد الحلول المناسبة لمختلف الإشكالات التي يمكن أن تواجه الجهاز وتؤثر في كفاءة الأداء فيه.
الجزئية التي لم تعجبني في تصريح القنصلية السعودية في لوس أنجلوس، هي استخدام النظام القديم الذي يرصد كل أسماء العاملين في الوزارة والسفارة والقنصلية ضمن التصريح، وكأن التصريح يرصد وظائفهم أو يبحث عن رضاهم. لقد حاول معد التصريح أن يضع كل أسماء المسؤولين الذين لهم علاقة أو ليست لهم علاقة بالحدث، هذا أمر عفى عليه الزمن وأتمنى أن يتداركه مسؤولو كل الجهات في التصريحات المستقبلية.