إرهابيون بلا دين «2»

في هذا المقال سأركز الضوء على أهم سلاح تستخدمه الجماعات الإرهابية في عصرنا؛ خاصة "داعش"، التي استغلت هذا السلاح أبشع استغلال، فعاثت في عقول أبنائنا حتى استطاعت السيطرة عليهم في ظل غفلتنا عنهم ودهشتنا في الوقت نفسه لقوة تأثيرهم التي "خدرت" فيها إدراك هؤلاء الفتية وكأنهم "منومون" مغناطيسيا..!!
- سلاح الأفكار هو سلاح "داعش" الذي استطاعت من خلاله ترويض عقول ضحاياها وتطويع أجسادهم لتكون قنابل مفخخة متى ما جاءهم الأمر "ضغطوا" الزر وفجّروا أشلاءهم دون أدنى تفكير وإدراك.
- "داعش" استطاعت استخدام هذا السلاح بدهاء ومكر، من خلال مهارة مهمة نغفل عنها كأهل ومربين وهي مهارة "الاستماع"، فهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة يقتنصون ضحاياهم بذكاء، ويتواصلون معهم ويستمعون إليهم إلى أن يتعرفوا على نقاط ضعف الضحية وما يمر به من أزمة، سواء كانت أزمة أسرية أو مادية أو روحية أو فكرية أو قضية ما، فيتسللون إلى عقله وأفكاره بنعومة الأفعى حين تدخل بين ثياب الملدوغ وجسده دون أن يشعر بها، ويبدأون في تضخيم الأزمة وبث الحقد والإحساس بالظلم في عقل الضحية، في الوقت نفسه الذي يستمعون له في اهتمام مزيف، ثم يثيرون سخطه على المجتمع والوطن الذي يعيش فيه وعلى قيم العدالة المجتمعية الضائعة، وحين يبدأ هذا "المغفل" في التحول كما يريدون يبدأون في طرح الخيارات التي ستسهم في تغيير حياته دنيويا وأخرويا؛ بل ستغير وجه الكرة الأرضية حين تبدأ "الخلافة الإسلامية" في تثبيت أوتادها ونشر السلام والعدل والمساواة ومحاربة الظلم، وحين يصدق ويؤمن هذا "المغفل" بخرافتهم، هنا يأتي دور ربطه بغاية عظمى يسعى لها كل مسلم وهي الشهادة التي ستكون بابا له نحو الجنة والحور العين.. بغض النظر طبعا إن كان يسير فوق أشلاء والده أو ابن عمه أو طفل بريء لا ذنب له أو مصل يقرأ القرآن في مسجد.
- سلاح الأفكار الذي تستخدمه "داعش" يرتكز على ركيزتين: مهارة الاستماع، ونوعية الضحية.
ولذلك نرى معظم ضحاياهم من المهزوزين نفسيا وأسريا واجتماعيا، ومن المهمشين في محيط الأسرة، ومن الذين يمرون بظروف سيئة أيا كانت هذه الظروف ومسبباتها، أو من صغار السن ممن يسهل انقيادهم ويعانون قلة الاستماع لهم من قبل محيطهم.
في المقال القادم سأحدثكم عن طرق حماية أبنائنا من سلاح الأفكار هذا.

وخزة
يقول ألبرت شفايتزر: "الإنسانية هي ألا يتم التضحية بإنسان في سبيل غاية" .
و"داعش" ترتكب مجازر دموية من أجل غاية يسعى لها "البغدادي وطقته" في احتلال العالم.
ولن يتمكنوا من ذلك بإذن الله تعالى.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي