عام بلا جدل .. وهيئة للأزمات
بعد يومين أو ثلاثة يحل العام الهجري الجديد 1437هـ ونودع عاما شهد الكثير من الحروب والصراعات والجراح للأمتين العربية والإسلامية.. والمؤمل أن يكون عامنا الجديد عام انتصار للحق على قوى الشر، وعام أمن وسلام ورخاء لبلادنا وللأمتين العربية والإسلامية.. ولعل كل منا يهتم بوضع أهداف واضحة في العام الجديد تقوم على مبدأ "وطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه"، وحماية الوطن ليس شرطا أن يقوم بها المرابطون على الحدود وحدهم .. وإنما علينا جميعا وبأشكال مختلفة فالكاتب يحمي وطنه برأي معتدل يجمع ولا يفرق ويدعو إلى الخير ويرد على شبهات الأعداء وأكاذيبهم وسهامهم الموجهة إلى وطنه وألا يشغل نفسه بزيادة المتابعين على حساب اعتدال ومصداقية ما يطرحه من آراء.. والموظف يحمي وطنه بعمل مخلص لإنجاز المهام الموكلة إليه بعيدا عن الفساد الإداري والمالي وتعطيل مصالح الناس.. ورجل الأعمال يحمي وطنه بعدم الغش في تنفيذ المشروعات والأعمال التي يقوم على تنفيذها أو البضائع التي يستوردها مع الحرص على إتاحة الفرصة لأبناء بلده الذين لديهم الكفاءة للعمل لديه.. وصاحب القناة الفضائية يحمي وطنه بأن يجعل هذه القناة منبرا لنشر الخير والفضيلة والتصدي لأعداء بلاده للرد عليهم وتفنيد مزاعمهم.
وأخيرا: نحن في حاجة إلى استراتيجية إعلامية شاملة للدفاع عن بلادنا يشارك فيها الإعلام الرسمي والخاص والكتاب والدعاة لكي نجعل العام الجديد يختلف عن العام الماضي الذي أضعنا فيه الكثير من الوقت في الجدل العقيم بين فئات المجتمع واعتماد الإثارة في طروحات يصفق لها المتابعون في مواقع التواصل الاجتماعي التي يتسلل إليها الأعداء بأسماء مستعارة لزرع الفتنة والاختلاف في مجتمعنا.
هيئة عامة لإدارة الأزمات
الأزمات يمكن أن تحدث في أي دولة، ولذا تزداد الحاجة يوما بعد يوم إلى وجود هيئة عامة لإدارة الأزمات والكوارث.. وسيكون من مهام هذه الهيئة، لو وجدت، متابعة إجراءات الأمن والسلامة في المشروعات الكبرى وأماكن الحشود والتجمعات كموسم الحج، وكذلك مناطق العمل الحساسة والمهمة كمرافق إنتاج البترول والمصافي ومحطات الكهرباء والقطارات والمطارات.. وهذه الجهات بالطبع تشرف عليها من ناحية السلامة جهات عديدة لكن توحيدها في جهة واحدة سيكون أدعى إلى تفادي وقوع الكوارث، وفي حالة وقوعها يسهل تحديد المتسبب فيها تعمدا أو إهمالا من خلال جهة واحدة وليس عدة جهات.. ومن المهام الرئيسة لهيئة إدارة الأزمات والكوارث إنشاء مراكز متخصصة للدراسات والبحوث تابعة لها لاستخلاص النتائج التي يمكن أن تؤدي إلى الأزمات أو الكوارث قبل وقوعها ثم اقتراح الحلول لها.. وهذا ما ينقصنا بشكل واضح في مختلف المجالات، ومنها مثلا أزمة سوق الأسهم التي تعصف بحياة الكثيرين من صغار المستثمرين في هذه السوق منذ سنوات والجهات المسؤولة تقف تجاه علاجها موقفا سلبيا وتلوذ بالصمت بعكس الدول الأخرى التي تقوم مراكز البحث فيها بالتحليل واستقراء المستقبل وإعلان ذلك بشكل دوري.