ماذا بعد الإمارات؟
لا شك في أن المنتخب السعودي حقق فوزا ثمينا على نظيره الإماراتي في الجولة الخامسة من التصفيات المزدوجة، وبات أقرب إلى البطاقة الأولى المؤهلة مباشرة إلى الدورين النهائيين، ولكن.. هل تطور الفريق الوطني الأخضر إلى درجة تسمح بإلقاء كل الآمال والأحلام عليه، وأولها بلوغ المونديال الروسي؟
المتابع لخطوات الفريق السعودي طوال أربع مباريات لعبها في الجولات الخمس الماضية، يشهد تطورا في نواح كثيرة، أهمها الرغبة في الفوز، اللُحمة الظاهرة في جسد الفريق واختفاء الأنا في مقابل بروز جيد جدا للجماعية والعمل المشترك المحدد بالأهداف.
الفوز على الإمارات أفضل عرب آسيا في السنوات الأخيرة تصنيفا ونتائجا بالتأكيد سيسهم في كسر الحاجز النفسي في شخصية الأخضر التي خلفتها عثرات الأعوام القليلة الماضية، ولذلك هو فوز مهم، لكنه لم يُعد إلا جزءا بسيطا من شخصية صقر آسيا الحقيقي. فماذا بقي؟
الهولندي بارت مارفيك، ثبت على قائمته الأساسية في المباريات الثلاث الأخيرة، وهو الذي قاد الأخضر مدربا في اثنتين منها، وكان ضيف شرف في الأولى بعد وصوله قبلها بيومين، هذا يعني أن أغلبية العمل المقدم في المباريات الثلاث هو من نسج مساعده السعودي فيصل البدين، وهذا يعني أنه مدعو أكثر لمتابعة مباريات الدوري السعودي بدقة وحرص، ففي المباريات المحلية لاعبون يستحقون الدفاع عن الألوان الخضراء، ناهيك عن بعض التعثرات في مسيرة لاعبين محليين لأسباب مختلفة مع فرقهم المحلية ويحتاجون أيضا إلى المتابعة في التمارين والمباريات الودية فربما يجد منهم ما يحفز على استدعائهم. أمر آخر لا يقل أهمية، وهو تكثيف التجمعات القصيرة للاعبين لم يشاركوا في الجولات الدولية الماضية ولعب مباريات ودية تكشف الكثير مما يحتاج إليه الهولندي الأشقر.
..حتى لا نبالغ في الخوف من المستقبل، علينا أن نعزز الثقة في المكتسبات القليلة التي كشفتها المباريات الماضية، لدينا هداف خطير خطير يسجل وقت الحاجة والرفاهية، هو محمد السهلاوي يحتاج إلى دعم معنوي يكفل استمراريته وهو الذي سيلقى رقابة مختلفة في المباريات المقبلة بعد بزوغ اسمه على مستوى القارة، كشفت المباريات الماضية أيضا عن قائد مناسب للأخضر هو المخضرم أسامة هوساوي، يحبه زملاؤه، ويلعب أدوارا مهمة في المعسكرات والمباريات، وكشفت المباريات الماضية أيضا عن قائد ميداني في الملعب هو الرشيق الأنيق سلمان الفرج، لاعب من النوعية النادرة التي يلجأ إليها زملاؤه عند اشتداد التنافس في الميدان.
ثلاثة أركان مهمة أساسية في فريق مارفيك، يحتاج إليها أي فريق لبناء مجموعة متناغمة تنافس في كل المحافل، توافرت للهولندي الكاريزمي، وبقي عليه البناء، وفريق كرة القدم الناجح لا يشترط فيه أن يكون الجميع على قدر عال من المهارة، بل يشترط أن يمزج بين المهارة والقوة البدنية، والأدوار المختلفة المتكاملة بين أفراده، هل ينجح في تكوينها؟ الدوري السعودي الساخن يقول له: طب وتخير يا مارفيك.