شهادة امتنان صادقة

مقطع وصلني بـ “الواتس” وترك أثرا بالغا في نفسي فأحببت أن تشاركوني جمال محتواه، مقيم سوداني يسأله أحد المواطنين قائلا: كيف حالك يا “زول” فيجيب بصدق يلامس القلب “في زحام من النعم، ما أعرف كيف أشكر الله عليها”.
هذه الإجابة المتفردة ببلاغة متناهية من عامل بسيط تدفعنا إلى التوقف ومقارنة أحوال كثير من المتذمرين رغم النعم التي يرفلون فيها، بحال هذا العامل البسيط الذي نجح في تقديم درس عظيم لنا في فن الشكر، ربما لم ينجح كثير من المحاضرات في تقديمه لنا بمثل هذه القوة والتأثير والجمال!
فن الشكر أمر عظيم يمنح صاحبه إحساسا عميقا بالسعادة ويدعوه إلى استشعار جمال حياته بما فيها من نعم عظيمة، لكن المشكلة أن كثيرين يحصرون النعم في نعمة المال فقط، ويعتقدون واهمين أن طائر السعادة لن يزورهم إلا إن أصبحوا أثرياء و”طلباتهم أوامر”، متجاهلين زحام النعم الأخرى التي يرفلون فيها، التي لن يدركوا قيمتها إلا لحظة فقدها!
التوحيد نعمة، الزوجة والأبناء نعمة، الصحة نعمة، وجود الأبوين في حياتك نعمة، الوظيفة نعمة، الأصدقاء نعمة، الأمان نعمة، المنزل نعمة .. وقس على ذلك كل شيء يستوجب منك شكر الله كل صباح ومساء!
يؤكد الدكتور جون غراي، وهو طبيب نفسي وأحد المبدعين الذين بيعت ملايين النسخ من كتبه، على أهمية الشكر في حياة الإنسان الناجح، قائلا “الشكر يقدم لك المزيد من الدعم والقوة”.
وفي أحدث الدراسات اتضح أن فن الشكر يؤدي إلى السعادة وتقليل الاكتئاب وزيادة المناعة ضد الأمراض.
الشكر فن راق له أساليب وطرق متنوعة سواء قولية أو فعلية وجميعها تولد مشاعر إيجابية في المجتمع، فإظهار مشاعر الامتنان والشكر للزوج من قبل الزوجة سيدفعه إلى مزيد من العمل والبذل للأسرة، شهادات الشكر للموظفين بين وقت وآخر ستحفزهم للإنتاجية والتميز، شكر الأبناء على جهودهم الدراسية سيدفعهم نحو المثابرة والاجتهاد، مشاعر الشكر التي تظهرها لمن يصنع لك معروفا سيسهم في بث الكثير من الإيجابية في المجتمع!
وفي كتاب “علم نفس الامتنان” يقول مؤلفه روبرت إيمونز “الامتنان والشكر يحررنا من التأسف والأسى على الماضي والقلق من المستقبل، ومن خلال زراعة الامتنان داخلنا، سنتحرر من الحسد على ما لم يكن لدينا أو أننا لسنا كما أردنا، ومع الشكر والامتنان يأتي إدراك أن لدينا ما يكفي، ويكفي ما نحن فيه”.

وخزة
من أعظم فنون الشكر أن تشكر الله تعالى على كل شيء في حياتك .. قبل أن تدرك قيمته لحظة فقده!!
ولذلك قال تعالى: “لئن شكرتم لأزيدنكم” (إبراهيم: 7).

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي