تحذير .. قبل الإمارات
بنهاية مباراة الهلال والرائد البارحة، سيتوقف الدوري، على أن يعود يوم 16 أكتوبر. فترة تتجاوز أسبوعين يتخللها إجازات غير رياضية تشمل الأعياد وما تتضمنه من ممارسات غير صحية للرياضيين، وسيلعب فيها منتخبنا الوطني، مباراتين مهمتين في مشواره المونديالي، الأولى أمام منافسه الأهم على صدارة المجموعة منتخب الإمارات، والثانية أمام فلسطين المنتخب الذي ما زال يحتفظ بفرصة في بلوغ الأدوار التالية.
من 20 سبتمبر حتى الثامن من أكتوبر يوم لقاء المنتخب الإماراتي وفريقنا الوطني، سيلعب الهلال مباراته الأولى في نصف نهائي دوري الأبطال، أي أن ستة لاعبين فقط من منتخبنا سيلعبون مباراة حقيقية قبل اللقاء الأهم والمنتظر. ووفق برنامج المنتخب، سيبدأ الأخضر السعودي معسكره لمواجهة الأبيض الإماراتي قبل خمسة أيام من المواجهة التي تلعب في جدة، فترة قصيرة للغاية للاعبين متوقفين عن ممارسة الكرة منذ 21 سبتمر وحتى الثالث من أكتوبر، إذ إن أغلب الفرق منحت لاعبيها إجازات في عيد الأضحى لا تقل عن خمسة أيام. هل نحن أمام استعداد حقيقي للأخضر يستهدف الفوز على أهم منافسيه في المجموعة؟
الحقيقة العلمية تقول: هناك أساسيات في كل شيء، وهناك أمور ثانوية. يمكن أن تنشئ شركة طيران بوجود طائرات وطيارين ومطارات، ولا يهم إن كنت تملك شركة طيارات وليس لديك شركة لتوفير الغذاء، فأمرها يمكن تدبره بالتعاقدات، أو حتى بالإعلان أن الرحلات لا تقدم الغذاء، كما تفعل بعض شركات الطيران الاقتصادية. في كرة القدم، تظل اللياقة البدنية، والاستعداد الذهني، والمهارة أساسيات كرة القدم. ما سواها يمكن تعويضه، ولا يمكن أن تطرح اسم أي فريق كان للمنافسة دون أن يأخذ وقته الكافي من التجهيز البدني، والأمثلة قريبة متاحة لعل أبرزها أخيرا مواجهة الهلال والنصر في السوبر اللندني، حين واجه بطل الدوري منافسه بعد استعداد 14 حصة تدريبية مقابل 22 حصة تدريبية لبطل الكأس، بعد انقطاع شهرين للفريقين. ماذا حدث يومها؟ كان الهلال يلعب والنصر يتفرج.
مهما كانت مهارة اللاعبين وقدراتهم الفنية، سيكون هناك نقص أساسي يعطل كل قدراتهم ما لم يخضعوا لتجهيز بدني عال قبل المواجهات، وهذا ما أحذر منه قبل مواجهتنا الحاسمة ضد الأبيض الإماراتي المتصاعد فنيا منذ خمسة مواسم.
من هنا، أُحذر اتحاد الكرة والأجهزة الفنية للمنتخب السعودي، خمسة أيام لا تكفي لمواجهة الإمارات، لا تكفي. أعيدوا النظر في برنامج تحضير الفريق الوطني لأهم مبارياته في التصفيات الآسيوية، نحتاج إلى تجمع يبدأ من 27 سبتمبر، ولعب مباراة ودية حقيقية مع أحد المنتخبات القوية الخليجية، وحبذا لو كان منتخب الكويت الذي يستعد في الفترة ذاتها لملاقاة كوريا الجنوبية أقوى فرق مجموعته. ستكون مواجهة حقيقية مفيدة جدا لأسباب كثيرة، أهمها التنافس التقليدي، بين فرق البلدين، وحاجتهما الماسة إلى مباراة حقيقية قبل لقاء خصمين قويين في مباراتين حاسمتين.