سعودة ولكن..

مشاركة القطاع الخاص في إيجاد الفرص الوظيفية للشباب السعودي أصبحت ضرورة يفرضها الواقع الاقتصادي الذي تمر به بلادنا شأن معظم بلاد العالم التي تعاني ازدياد أعداد العاطلين. الدولة لم تقصر في الدعم المالي للقطاع الخاص، وأظنه حان الوقت جديا "لرد المعروف" على الأقل، إن لم يكن هناك استشعار منبعه الإحساس بحق الوطن!
لكن ما تدعي بعض القطاعات الخاصة أنها تقدمه في مجال "السعودة" إنما هو من باب "التوظيف المنتهي بالتطفيش".
فالشروط غير المنطقية عند الإعلان عن وظائف السعودة إنما هي شروط "تعجيزية" يدرك واضعها بدهاء أنها لا تنطبق على كثير من الشباب السعودي، فكيف بشاب سعودي متخرج في الجامعة يشترط لحصوله على الوظيفة أن يجيد اللغة الإنجليزية تحدثا وكتابة وهو ربما يكون آخر عهده بها الصف الثالث ثانوي، ولذلك تظل هذه الوظيفة شاغرة تنتظر غير السعودي، وهذا ما تم التخطيط له من البداية!
وحتى حين يحصل شاب سعودي على وظيفة تستوجب مهارات خاصة ومتطلبات معينة فإنه مع الأسف يزج به في سوق العمل بلا دورات تدريبية ولا شرح تفصيلي للوظيفة، ولا حتى صبر عليه ليكتسب الخبرة المطلوبة التي تمكنه من الإنتاجية والعطاء المتميز، فهل تعتقدون أنه سينجح في ظل هذه المطبات "المحبوكة" مع سبق الإصرار والتعمد؟! أم أنه سيخضع للمراقبة المتلصصة على حركاته وسكناته، التي لا تهدف للتقويم والتوجيه بقدر ما تهدف "لتلقط الزلة والتطفيش" ..!
النظرة القاصرة من قبل بعض القطاعات الخاصة لإنتاجية الشاب السعودي، وعدم تقديمه الكثير من الجهد والتميز، تدفع الشركات والمؤسسات الخاصة نحو "تطفيشه" دون أن تمنحه الفرصة لإثبات نجاحه، بل إن التلاعب وصل مداه في استغلال الوضع المادي للشاب العاطل، وذلك من خلال إقناعه بصرف راتب متواضع له لضمان تسجيل اسمه في التأمينات، وبالتالي منح الشركة عددا من التأشيرات لأنها أسهمت في توطين الشباب، والمسألة في النهاية "ضحك على الذقون واستغلال بشع"!
ــ الشاب السعودي طموح ومتوثب لإبراز نفسه، ولكن لا تزجوا به في سوق العمل دون تدريب وتتوقعوا منه الكثير!
ــ الشاب السعودي يمتلك الرغبة في إثبات نفسه فامنحوه الفرصة والثقة والوقت!
ــ قصص نجاح الشباب في مشاريعهم الخاصة بعد أن ذاقوا الإحباط والتحطيم من شركات القطاع الخاص التي عملوا فيها، يجب أن تكون درسا عظيما في أن الإشكالية ليست في شبابنا بل في الصورة السوداوية التي يحملها أصحاب القطاع الخاص عنهم!
وخزة
امنحوا شبابنا الأمل والثقة والتدريب والمعلومات والفرصة.. وسيبهرونكم!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي