كنت .. فقمة بحر

حين تصفحت بريدي الإلكتروني وجدت هذه الرسالة الملهمة، التي تطلب مني صاحبتها نشرها لعلها تترك أثرا إيجابيا في نفس إحداهن فتبدأ في تغيير حياتها كما فعلت هي!
تقول: منذ كنت صغيرة وأنا أعاني مشكلة الوزن الزائد، وازدادت المشكلة حين أصبحت في سن المراهقة فقد تضاعف وزني كثيرا دون أن أتمكن من السيطرة عليه، وفشلت كل الحميات الغذائية والبرامج الرياضية التي حصلت عليها من أرقى المراكز الاستشارية، في المقابل حباني الله تعالى بجمال فائق وثقافة عالية وتفوق في الدراسة على اختلاف مراحلها لكني في داخلي كنت أفتقد الثقة بنفسي بسبب وزني الزائد، ولذلك فضلت العزلة الاجتماعية وعدم الاختلاط كثيرا مع الآخرين إلا في أضيق الحدود.
حين بلغت الـ 20 من عمري تقدم لخطبتي شاب متميز ووقتها كان وزني قد تجاوز المائة بـ 20 كيلوجراما، ورفضت حتى الفكرة فمن سيقبل الزواج بفتاة بدينة حتى لو كانت جميلة ومثقفة؟ وأمام إصرار والدي ووالدتي وافقت على "الرؤية الشرعية"، وليت الأمر توقف على ذلك بل حضرت والدته وشقيقاته، كان الأمر بالنسبة لي مثل تدحرج صخرة بركانية مشتعلة فوق رأسي لكن كان الأوان قد فات للتراجع.
حين خرجت للسلام على "أم الخاطب" وبناتها تمنيت لو أن الأرض تنشق وتبتلعني، فحين رأينني لم يستطعن إخفاء ضحكاتهن، بعدها خرجت مسرعة ووقفت خارج الغرفة أنتظر أوامر والدي للدخول في المجلس ليراني "الخاطب"، وقد سمعت همسات الأم وبناتها وهن يضحكن شامتات من المقلب الذي "سيأكله" ولدهم حين يرى "فقمة البحر"!
طبعا "ما يحتاج أقولكم" أني لم أحز إعجاب الخاطب، فلم أكن في نظره ونظر أمه وأخواته سوى "فقمة بحر"!
هذا الموقف هزني من الأعماق وجرح مشاعري فقررت أن أبدأ بتغيير حياتي وأن أكف عن جلد ذاتي والتقليل من شأنها، لم أعتمد على حمية معينة ولا برنامج رياضي معين، بل قررت أن أطبق الحديث النبوي الشريف "ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه فإن كان ولا بد فاعلا فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه"، قللت من طعامي إلى الثلث وأكثرت من شرب الماء والتزمت بالمشي ساعتين يوميا.
بعد سنة كاملة من قراري بأن أتغير وبعد كثير من بذل الجهد والإصرار فقدت من وزني 60 كيلو جراما بالتمام والكمال، الأمر كان يستحق المعاناة.
وخزة
أي تغيير في حياتك يبدأ بخطوة .. المهم أن تبدأ!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي