ثبات الولاء

لعل أكثر الناس معرفة بحال الجنوب وأهله، لم يتوقع هذا الكم الهائل من الترحيب والدعم والاحتفالات بقدوم القوات العسكرية سواء من الجيش أو الحرس الوطني للحد الجنوبي.
الولاء والوفاء عنصران ميّزا هذه المنطقة،وهي مثل غيرها من مناطق المملكة تثبت في الشدائد ولاءها وحبها للوطن وقيادته.
قدمت القبائل عشرات الآلاف من أبنائها للقيام بالدوريات والمراقبة في المناطق التي تليها من الحدود، وجاء شيوخ القبائل وأبناؤهم وأحفادهم ليرحبوا برجالنا البواسل، حتى أن أحدهم أخبرني أن بعضهم اضطروا لمنع عدد كبير من أبناء القبيلة من التوجه في مسيرات الترحيب تلك لكثرة أعدادهم، والاندفاع الكبير لعرض كم الحب والفخر الذي يعيشه الوطن بأكمله.
طالب كثير من أبناء الوطن بأن تتاح لهم الفرصة للتبرع لدفع احتياجات الشعب اليمني، وها هي الجمعيات الخيرية تستعد لعمل إسلامي هائل يجمع قلوب السعوديين وأشقائهم اليمنيين.
أثبتت الأيام الماضية أن قرار الملك التاريخي بأخذ المبادرة وإلغاء كل التعديات الأجنبية على بلاد العرب، هو ما تمناه كل المواطنين، بل كل العرب المخلصين.
لمن راقب نقول هذا وطن لا يفرقه مذهب ولا تفرقه قبيلة ولا تفرقه منطقة، كلنا للوطن إذا جاء وقت الجد. كلنا فداء عندما يطلب وطننا ذلك منا. إن حب هذا الوطن هو من الإيمان، وغرسه في القلوب مؤسس الكيان وضمن بقاءه كل أبنائه.
هذا كله كان أكثر قهرا وإيلاما للمخطط الأكبر للعدوان على الشعب اليمني. كانت الأمور تسير حسب مخططه فاحتل كل مدن اليمن، والمملكة تحاول وتطالب وتناقش، لكن ما من مجيب. عندما حان الوقت، توقفت كل نداءات السياسيين وتسلم العسكريون الزمام لاستعادة اليمن من قبضة الأعداء.
يشبه التضامن الذي نشاهده اليوم جنوب المملكة، ذلك التضامن الذي يسود أرض اليمن بدءا من جنوبها. إنها الشرعية التي لابد أن تسيطر في النهاية. فالرشا والأموال تنتهي، وتبقى القيم التي تحكم الناس، فيرحل “عفاش” ويرحل حلفاؤه، ويعود اليمن السعيد حرا لا تدنسه أيدي الظلام ولا مبتكرو الفتن.
التاريخ يكتب اليوم بمداد من ذهب ما تفعله القبائل على طرفي الحدود من استعادة للشرعية وحماية للبلاد ودعم للحق وقمع للباطل وأهله.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي