بكالوريوس «رعي أغنام»

نسمع عن مهن جديدة وغريبة، ولكن أن تتحول مهن بسيطة يمارسها العامة وهي في الأصل لا تحتاج إلى أن يكون صاحبها متعلما أو حتى يعرف القراءة والكتابة، إلى تخصصات وفروع في الجامعات وينال عليها صاحبها شهادة جامعية، فهذا هو الغريب، لذلك يطلق عليها البعض مؤهلات "ميكي ماوس" ويدور حولها جدل كبير! هل شاهدت راعي أغنام يفاخر بشهادته الجامعية ويقول لك أنا خريج جامعة وأحمل أعلى الشهادات في رعي الأغنام! هذا ما تمنحه جامعة "جينجز فالي" في ولاية تكساس الأمريكية لمحبي رعي الأغنام، وهي مهنة مطلوبة هناك بشكل كبير، لذا وضعت لها المناهج والمقررات التي تلائمها ويمنح صاحبها شهادة "بكالوريوس في رعي الأغنام". والمعروف أن الرعي مهنة أغلب الأنبياء والرسل عليهم صلوات الله وسلامه. وذلك العامل الذي تلفح وجهه نار الفرن ليقدم لك رغيف خبز تفتتح به صباحك ليسد جوعك وتسعد بطعمه طوال اليوم، أتى اليوم الذي سيُعلق شهادته خلفه مثل باقي أصحاب الشهادات، ويفرض عليك أن تنظر إليه كصاحب مهنة تحتاج إلى سنتين أو أكثر للدراسة والتدريب العملي ليس فقط على كيفية صناعة رغيف خبز، بل تشتمل على تدريب عملي لإدارة مشروع عمل ناجح والحصول في النهاية على مؤهل جامعي في "إدارة تكنولوجيا الخبز" مثلما تفعل جامعة ثاوثباك في لندن!
وتتفرد كلية بلمبتون بتدريس تخصص فريد من نوعه "لن تسرك دراسته" مدته ثلاث سنوات تحصل بعده على شهادة في "زراعة العنب وصنع المشروبات"، يتم فيه تعليم وتدريس الخمور والطرق المثالية لتصنيع الفاخر منها. والتزلج لم يعد هواية ورفاهية بل تخصص يدرس في "كلية كورنيل" ويطلق عليه "علم وتكنولوجيا التزلج"، مدة الدراسة فيه عامان يتم فيه تدريس تاريخ التزلج، وكيفية صناعة لوح تزلج، وكيفية ممارسة التزلج، كما يتم تدريس الجانب النفسي لممارسي التزلج وعلاقته بالرشاقة. وفي نهاية المطاف لن يتركوك تبحث عن عمل أو تجلس عاطلا، بل توفر فرص عمل للطلاب بعد انتهاء الدراسة!
وستجد في أغلب شوارع البلدان العربية وبعض الدول الأجنبية صبية صغارا يجوبون الشوارع لبيع الورد كنوع لطيف من أنواع "التسول"، ولكن في جامعة الميسيسبي يعطى للورد قدره بتخصيص قسم يدرس "علم بيع الزهور" لتخريج أفراد متخصصين في تلك المهنة من حيث التنسيق وطرق البيع!
ويعشق كثير من الناس المغامرات ولكن لا يدرى كيف يقوم بها ولا ما الذي يناسبه، لذلك قررت "كلية جرين ماونتين" أن تنشئ قسما في كليتها يخرِّج خبراء في "ابتكار المغامرات" سواء بين الجبال أو في الصحراء أو في البحار والأنهار، وبذلك سيقوم محبو المغامرات بممارسة هوايتهم على نحو مختلف ومدروس يزيد من متعة المغامرة ويقلل من مخاطرها!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي