الإرهابي

في سلسلة مقالاتي السابقة حدثتكم عن أهم الأسباب التي تصنع شخصية الإرهابي بمفهومها الحديث المرتبط بأعمال العنف والتخريب والتدمير والتي يدرجها المخططون للإرهاب تحت مظلة الدين والخلافة الإسلامية القادمة، رغم براءة الدين من أفعالهم الدموية الشنيعة.
في هذا المقال الأخير سأركز الضوء بشكل مختصر عن أهم الحلول التي ينبغي اتخاذها لحماية أفكار أجيالنا من الفكر الإرهابي المنحرف:
- أهم حل رئيس علينا تطبيقه عمليا هو فن “مهارة الاستماع” يجب علينا أن ندرك ما يدور في عقول أجيالنا من أفكار قد يكون بعضها منحرفا عقائديا ويجد مَن يغذيه لهم ليتمكّن من استغلال أجسادهم كقنابل مفخخة، تصحيح هذه الأفكار عن طريق القنوات المختلفة سواء أسريا أو مدرسيا أو إعلاميا أو أمنيا أو دينيا سيكون بمنزلة ضربة قاضية لاجتثاث جذور الإرهاب قبل أن تنمو وتكبر.
- من ضمن الحلول إدراج منهج تعليمي توعوي في مدارس التعليم العام والجامعات يركز الضوء على القيم المغلوطة للإرهاب بمفهومه المخالف تماما للقيم الإنسانية التي نادي بها ديننا الحنيف بحيث يكون هذا المنهج غير تقليدي وجامد؛ بل يعتمد على التفاعل والاندماج المجتمعي واللقاءات والإلقاء والأبحاث، ونشر قيم التسامح والمحبة بين جميع فئات المجتمع. فحتى نقضي على ظاهرة الإرهاب التي تعتمد على مفهوم التخريب والانتقام والدموية يجب أن نزرع في عقول ونفوس أجيالنا القيم الأخلاقية النبيلة المضادة لها، لكن ما يحدث الآن أن الكثيرين منا كآباء وأمهات ومعلمين ومربين “تاركين الحبل على الغارب “ ونظن أن التربية هي “دراهم” نوفرها للأبناء و”جوال” يتباهى به أمام أصحابه وهذا أمر في غاية الخطورة، فإن لم نرب أبناءنا فسيحرص غيرنا على تطويع عقولهم لمصالحهم وأهدافهم الدنيئة.
- ما تقوم به وزارة الداخلية حاليا من جهود جبارة في مكافحة الإرهاب لا يمكن إنكارها، لكن أتمنى من الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية، أن يعقد شراكة مجتمعية مع شبابنا المتوثب لخدمة الدين وتصحيح الصورة المشوهة له من قبل التنظيمات الإرهابية، وذلك من خلال برامج شبابية تفاعلية مدروسة تصل إلى مختلف شرائح المجتمع وبطرق مختلفة، تركز الضوء على المفاهيم المغلوطة، وبطريقة ذكية تزرع المفاهيم الصحيحة في عقول أجيالنا. الإرهابيون سلاحهم تجاه أبنائنا الأفكار المشوهة المغلوطة، فلنستخدم سلاحهم نفسه ولكن بشكل مغاير وفي هذه الحالة سنكون أصبناهم في مقتل!

وخزة
- قال الأمير نايف بن عبد العزيز - رحمه الله تعالى - “إذا لم يكن هناك جهد فكري فلننتظر أن ينشأ أي عمل إرهابي في أي وقت”.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي