الإرهابي (4)

في مقالي الإرهابي (3) حدّثتكم عن احترافية بعض الأجهزة الإرهابية في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في إيصال فكرها الضال ومنهجها المنحرف بشكل مدروس وذكي، ومحاولات التأثير بشكل مركز على عقول بعض الشباب "المهزوز" نفسياً وأسرياً ودينياً، وخاصة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي "تويتر والواتساب" كأكثر وسيلتين فعالتين بشكل كبير، لاستمالة مثل هؤلاء إلى صفوفها وتطويعهم لسيطرتها بزرع فكرة الشهادة في حال موتهم أو المساهمة بتحقيق الخلافة الإسلامية في حال حياتهم، ولأن مثل هؤلاء الشباب المهزوزين "ينلعب عليهم" فإنهم يصدقون هذه الأكاذيب لأنهم لا يملكون الاتزان العقلي والنفسي والديني..!
حين أخبرتني زميلتي عن تسليم شقيق زميلتها نفسه للأمن السعودي هارباً من تنظيم "داعش"، بعد أن طلبوا منه تفجير نفسه بحزام ناسف؛ لأن جسده النحيل يساعده على ذلك، تذكرت قصة الفيلم الكرتوني "السندباد" حين أمسك به رئيس عصابة ووضعه في السجن وأصبح يقدم له كل صباح ومساء ما لذ وطاب من الطعام، فظن السندباد أن ذلك الرجل كريم يريد له الخير فاندفع في الأكل حتى أصبح سمينا جدا، بينما الحقيقة أنه كان يريد ذبحه للتلذذ بلحمه لا أكثر..!
ما يخطط له زعماء عصابة "داعش" لشبابنا هو مثل ذلك بالضبط، فهم يوهمونهم بحلم الخلافة الإسلامية القادمة، وأن الأمر يحتاج إلى تضحيات وقصص بطولة وأحزمة ناسفة، وشهداء يقدمون أرواحهم ببسالة، ويدغدغون مشاعرهم بالحكايات الوهمية والصور المزيفة.
أبسط حق شرعي للوالدين تخالف به "داعش" وغيرها من الفرق الضالة المضلة سنة حبيبنا - عليه الصلاة والسلام -، هو ضرورة موافقة الوالدين والإذن لولدهما في القتال ضد الكفار في حالة الحرب..!
كم من أمهات وآباء رأيناهم على شاشات الفضائيات وهم ينوحون بحرقة وألم ويناشدون أبناءهم العودة لحضنهم وحضن وطنهم..!
كما يقولون "الشق أكبر من الرقعة" نحن لا نحتاج إلى أن نحارب الإرهاب، وننفق الأموال الطائلة فيما لا فائدة منه، فكما تقوم مثل هذه الجماعات بــ "غسل" عقول شبابنا، فعلينا أن نستخدم سلاحهم نفسه حتى يكون تدبيرهم تدميرهم!

وخزة
تقول مايا أنجلو: "الكراهية تسبّبت في عديد من المشكلات في هذا العالم؛ لكنها لم تستطع حل أي واحدة بعد".
وهذا هو بالضبط سلاح الجماعات المنحرفة المعاصرة "الكراهية "..!
في مقالي القادم، بإذن الله، سأقدم لكم بحكم استماعي لآراء الشباب والشابات نصائح موجزة عن كيفية حماية أبنائنا من أفكار الجماعات الإرهابية!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي