انقلوا لزعمائكم .. مواجهة الإرهاب بالقوة

ضمن الحملة العسكرية التي تشنها دول التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ضد منظمة داعش الإرهابية، واستنكار عالمي حول هل تستوجب "داعش" تحالف دول عظمى مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وهي الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وأكبر ثلاث دول عسكريا وامتلاكا للسلاح النووي؟
جاء رد الرئيس الأمريكي باراك أوباما قائلا: إن المعلومات التي أوردتها المخابرات الأمريكية (سي آي إيه) لم تكن دقيقة حول جمع المعلومات عن خطورة منظمة داعش الإرهابية ومستواها العسكري.
في الوقت نفسه قال خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أثناء استقباله لسفراء دول العالم المعينين لدى المملكة: "أرجو أن تنقلوا لزعمائكم أن هذا الإرهاب يجب أن يُقابل بالقوة والسرعة"، وحذر خادم الحرمين الشريفين من أن الإرهاب قد يكون بعد شهر في أوروبا والشهر الذي يليه في أمريكا.
حيث أفادت المصادر البريطانية الرسمية أن مئات النساء والفتيات يغادرن بيوتهن في الدول الغربية، وذلك للانضمام إلى المسلحين التكفيريين في الشرق الأوسط، مما تسبب في قلق متزايد لدى الدول الساعية لمكافحة الإرهاب.
كما أفادت هذه التقارير أن هناك فتيات لا تتجاوز أعمارهن الرابعة عشرة والخامسة عشرة يسافرن إلى سورية، والتزاوج من المسلمين والانضمام إلى منظماتهم.
وأكثر الفتيات اللاتي تركن بلادهن هن من أوروبا وأمريكا الشمالية وأستراليا، ولكن النسبة العظمى للمجندات من فرنسا، حيث تبلغ نسبة وجودهن 25 في المائة من فرنسا وحدها، إضافة إلى أعداد من ألمانيا التي يبلغ عدد المسلحين الموجودين في صفوف "داعش" 464 فردا ألمانيا، منهم الأطباء والخبراء العسكريون.
وتؤكد إحصائية في بريطانيا أنه قد انضمت نحو 50 فتاة بريطانية الجنسية إلى "داعش"، وهؤلاء الفتيات موجودات في مدينة الرقة السورية، وهناك عدد كبير يفكر في الالتحاق بمن سبقهم، حيث تشير أيضا الإحصائيات إلى أن من غادروا أوروبا وأمريكا وأستراليا هم مجندون في جيوش بلادهم ولديهم خبرات كافية في استخدام جميع أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة، كما أن لديهم معلومات عن التكنولوجيا الحديثة في استخدام بعض الأسلحة الحديثة الصنع، مما يعني جاهزيتهم للقتال ولا يحتاجون إلى تدريب، بينما يقوم عدد كبير منهم بتدريب المنضمين حديثا من الدول العربية والإفريقية على استخدام السلاح.
وفي تصريح وزير الداخلية الفرنسي أنه تم اعتقال خمسة أشخاص في فرنسا لانتمائهم لخلية متخصصة في تجنيد فتيات فرنسا، في الوقت نفسه أكدت الاستخبارات الأمريكية أنها ليس لديها بيانات عن الفتيات المنضمات إلى منظمة داعش، أما في فيينا فقد قامت فتاتان عمراهما الخامسة عشرة والسادسة عشرة بالهروب من منزلهما في فيينا والتحقتا بتنظيم داعش في سورية، أما النمسا قد بلغ عدد من غادرن للانضمام إلى صفوف داعش 14 فتاة، ووُفق هذا العدد المتزايد من المقاتلين والمقاتلات ليس كما كان معتقدا أن أغلبية مقاتلي "داعش" هم من الدول العربية، ولكن العدد الأكبر والمتزايد من أوروبا وأمريكا، مما يعني أن هناك لدى هذه المنظمة أفكارا عسكرية تفوق أفكارهم التضليلية وهي الاحتلال والسيطرة على أكبر عدد من الدول، ويمكن القول إن رئيس تنظيم داعش أبوبكر البغدادي قد يُفكر فيما كان يُفكر فيه (هتلر والنازية) وهو احتلال العالم.
وفي بلجيكا وهي أكبر الدول المتضررة من تسفير الشباب الأوروبيين إلى سورية للقتال، حيث تجري مشاورات رفيعة المستوى للحد من انتشار هذه الظاهرة، وعن كيفية سفر هؤلاء الشباب والفتيات بأن هناك سماسرة بطرق سرية انتشروا في أوروبا وأمريكا والدول العربية، وذلك لغسل أدمغة هؤلاء الشباب وإغرائهم بالأموال الباهظة وتسفيرهم إلى سورية للانضمام إلى المنظمات الإرهابية، مما يعني أن العالم أصبح يواجه مشكلة خطيرة أكبر من مشكلة الحروب نفسها، ألا وهي الإرهاب.
وفي الوقت الذي قامت فيه طائرات التحالف بضرب مواقع لـ "داعش" يواصل المقاتلون تقدمهم نحو مدن وقرى، حيث استطاعوا الوصول إلى صوب (قبر سليمان شاه) شمال سورية، وتعتبر هذه المنطقة ذات سيادة تركية ويحرسها جنود أتراك، مما دعا تركيا إلى أن تعلن حالة التأهب القصوى في البلاد، وأنها ستضطر للتدخل العسكري البري في سورية.
بقي علينا أن هذه المنظمة الإرهابية الخطيرة تلقى دعما ماليا كبيرا، والسؤال: من أين يأتي هذا الدعم؟
من هنا أكرر وأقول "أخفق أوباما وصدق أبو متعب".

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي