القاهرة وموسكو في عصر السيسي

في عام 1948 السنة المشؤومة على الفلسطينيين من خلال وعد بلفور وهو تخصيص وطن قومي لليهود في فلسطين وبداية الهجرة اليهودية من العالم إلى فلسطين، حيث بدأ الصراع العربي الإسرائيلي ومن بعدها تم تقسيم فلسطين، حيث احتفظت الأردن بالضفة الشرقية ومصر أصبحت وصية على غزة، وفي بداية الستينيات أصبحت الولايات المتحدة الحليف الاستراتيجي لإسرائيل وبدأت أمريكا بتسليح إسرائيل وتجهيز الجيش الإسرائيلي وتدريبه استعدادا لأي معركة مع العرب، وفي ذلك الوقت وبعد الإطاحة بالملك فاروق ملك مصر والسودان وتولي الضباط الأحرار بزعامة جمال عبد الناصر الحكم في مصر عام 1953 بدأ عبد الناصر البحث عن شريك قوي استراتيجي لمصر يوازي قوة أمريكا حليف إسرائيل، فتم اختيار الاتحاد السوفياتي حليفا لمصر، وبدأ تأسيس الاتحاد الاشتراكي في القاهرة، وبدأت مصر تأخذ السلاح السوفياتي وبدأت موسكو بإرسال خبراء عسكريين إلى مصر لتدريب الجيش المصري على الأسلحة التي تم إرسالها ومن ضمنها صواريخ سام1 وسام2 وتدريب طيارين مصريين على طائرات الميج5 والميج21 السوفياتية الصنع.
وفي عام 1956 بدأ العدوان الثلاثي على مصر من قبل بريطانيا وفرنسا وإسرائيل، وأثبت السلاح السوفياتي تقدمه حيث فشل ذلك العدوان وعادت القوات المعتدية إلى بلادها. وفي عام 1967 عام النكسة في الحرب الإسرائيلية - العربية مع مصر والأردن، حيث استعادت إسرائيل الضفة الغربية من الأردن وقطاع غزة من مصر، وبذلك احتلت إسرائيل فلسطين بأكملها مع جزء كبير من أرض سيناء المصرية.
وبدأت العلاقات السوفياتية - المصرية تأخذ منحنى خطرا جدا نحو فشل العلاقات بينهما خصوصا حينما استعادت موسكو بطاريات صواريخ سام1 وسام2. وبعد موت جمال عبد الناصر وتولي محمد أنور السادات السلطة في مصر كانت أول زيارة له إلى الاتحاد السوفياتي لكي يحيي صفقة سلاح متفقا عليها مع جمال عبد الناصر قبل وفاته، ولكن أنور السادات عاد من رحلته مع عدم وجود ضمانات عسكرية إلى مصر، حينها طلب الرئيس السادات من السفير السوفياتي في مصر مغادرة الخبراء العسكريين السوفيات إلى بلادهم وبدأ السادات النظر لما حوله والبحث عن شركاء أقوياء بديلا عن الاتحاد السوفياتي. وفي عام 1973 بدأت الحرب العربية ــــ الإسرائيلية من جبهتين الجبهة السورية والجبهة المصرية، حيث استعادت مصر أرض سيناء بأكملها وبعد توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار ووقف الحرب بدأ الرئيس السادات الاتجاه نحو المصالحة مع إسرائيل فكانت معاهدة كامب ديفيد بعد الزيارة التي قام بها الرئيس السادات إلى إسرائيل وتوقيع الاتفاقية العسكرية وتبادل السفراء بين القاهرة وتل أبيب. وللحديث بقية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي