لازاروس والعودة من الموت
في القرنين الـ 18 و الـ19 كان الناس يموتون بالجملة بسبب تفشي مرض الكوليرا، ولم يكن هناك وقت كاف للتأكد من وفاة المريض بعد توقف قلبه سوى ضربه على وجهه، أو مناداته بصوت عال ومتكرر، وفي حال عدم استجابته لهذه الإجراءات تعلن وفاته، ومن ثم يدفن!
ولذلك حدث ما لم يكن في الحسبان فقد خرج 142 ميتا من توابيتهم، بينما وجدت آثار وخدوش على 219 تابوتا تدل على محاولات للخروج، وكان أحد الحلول لضمان عودتهم "تابوت الأمان" بحيث يوضع المتوفى في تابوت على عمق 180 سم يحتوي على قضيب مجوف أحد أطرافه قريب من المتوفى، والآخر على سطح الأرض، وفي نهايته علم، لكي يتمكن المتوفى (أو من يعتقد في وفاته) من تحريك العلم وتنبيه أهله، الذين ينتظرون حول القبر لمدة 42 ساعة إلى أنه ما زال على قيد الحياة، كما يسمح هذا القضيب للمتوفى لو عاد بأن يتنفس، وأحيانا يكون في طرفه جرس مربوط بحبل إلى رسغ المتوفى، بحيث إذا استيقظ اهتز الجرس!
وهذه التوابيت لم تعد متوافرة الآن، رغم أن عودة الموتى إلى الحياة ما زالت تحدث حتى يومنا هذا، لم يوثق منها طبيا سوى 38 حالة فقط منذ عام 1982، وتعرف بـ "متلازمة لازاروس"، نسبة إلى الرجل الذي أعاده عيسى - عليه السلام - إلى الحياة بقدرة الله - عز وجل - كما ورد في الإنجيل. وآخر حالات العودة بعد الموت حدثت في شباط (فبراير) من هذا العام، بعد إعلان وفاة الأمريكي "والتر ويليام" لاحظ مرافقوه أن كيس الأموات الموضوع فيه يتحرك بعد ساعات من إعلان وفاته!
ومن المشاهير الذين عادوا للحياة الموسيقار محمد عبد الوهاب، فقد توقف قلبه نتيجة عارض صحي، مما دعا أهله للاعتقاد بوفاته، وكان عمره لا يتجاوز السنتين، وحين بدأوا في تغسيله بكى فتحول الحزن إلى فرح، وليس كل عودة سعيدة، فالسيدة "سامية" التي عادت بعد موتها في حادث انقلاب حافلة شعرت ببرودة شديدة وظلمة تحيط بها، وأخذت تنادي وتصرخ حتى فتح درج ثلاجة الموت وخرجت إلى الحياة مرة أخرى، ولكنها عانت من السمنة المفرطة لخلل في عمليات الحرق لديها، كما غطى البهاق جسدها، وأنهكها مرض السكر والتهاب الأعصاب، وتقول: "كأني عدت إلى الحياة بلا حياة"!
وفي الواقع لا أحد يستطيع العودة من الموت الإكلينيكي الحقيقي، لذلك هؤلاء اقتربوا من الموت فقط، فماذا رأوا في هذه الرحلة؟ .. يتبع