ميثاق شرف للمغردين.. ونحن نستقبل رمضان

يبدو أننا نستطيع أن نغير الكثير في حياتنا ونحن نستقبل شهر رمضان المبارك .. فبعد مقالي للأسبوع الماضي حول (نظامنا الغذائي ونحن نستقبل رمضان) كان هناك كثير من التفاعل معه محلياً وحتى خليجياً، حيث أعاد نشره على حسابه في تويتر الأخ الفاضل توفيق اللواتي، وهو شخصية معروفة في سلطنة عمان الشقيقة، حيث يشغل عديدا من المناصب القيادية في قطاع التجارة والأعمال .. وهو متابع ومهتم بالصحافة السعودية عموماً. وهذا التفاعل هو ما نحتاج إليه بيننا نحن أبناء الخليج العربي في مرحلة تهب علينا فيها الرياح العاتية من كل الاتجاهات .. وللأسف هناك منا من يساعد على نشر ونقل ما يروج له الأعداء عن بلداننا وعن شبابنا وفتياتنا من "نكت" سمجة يقصد بها هدم الروح المعنوية وفقدان الثقة في أوطاننا وقياداتنا وأنفسنا.
وهذا التفاعل الجميل أوحى لي بفكرة مقال هذا اليوم وهو أن نفكر ونحن نستقبل رمضان المبارك بوضع (ميثاق شرف بين جميع المغردين) من أبناء الخليج عبر وسائل التواصل الاجتماعي، باعتبارها الأسرع والأخطر والأكثر انتشاراً في عصرنا الحاضر، بأن لا نروج أي إشاعة أو قصة أو نكتة تمس بلداننا أو شبابنا بسوء من قريب أو من بعيد .. لأن من أطلق هذه التغريدات عدو متربص ويعتمد علينا في نشر إنتاجه المعد بعناية تامة لهز ثقتنا بأنفسنا والتأثير في معنويات شبابنا ــ ولو على المدى البعيد .. والمعروف أن من الأساليب التي يستعملها الأعداء ما يعرف بالصورة النمطية .. ومنها تصوير الشاب الخليجي مثلاً بأنه جاف العواطف ولا يعرف للابتسامة أو الهدية معنى مع زوجته أو والدته أو أخواته، بينما تصور شعوب عربية أخرى بأنها في منتهى الذوق والرقي والرقة مع نسائهم .. وفي مجال العلم والتفوق تقارن بعض "النكت" بين الطالب السعودي والطالب الياباني، ويصل الاستهزاء حد التشكيك في مقدرة طلابنا على التفوق، مع أنني ومن خلال علاقتي بإحدى جوائز التفوق العلمي أجد التنافس على التفوق ينحصر في الدرجة العليا للعلامة الكاملة ويشمل ذلك الطلاب والطالبات .. وهناك كم هائل من النكت المماثلة على الفتيات الخليجيات، وللأسف بعضهن يتناقلن هذه النكت بسذاجة تامة .. ولو نظر الشاب الخليجي أو الفتاة الخليجية بموضوعية إلى المتفوقين والمتفوقات من شبابنا وشاباتنا في الطب والاختراعات، بل تفوقهم على زملائهم الأجانب في الجامعات العالمية، لخجل أي منهم أن يروج ما يرسله الأعداء .. وهذا ما نريده من (ميثاق شرف المغردين).
وأخيراً: ليتفقد كل خليجي وخليجية والسعوديين والسعوديات على وجه الخصوص هواتفهم وأجهزتهم ونحن نستقبل شهر رمضان المبارك، وليحذف منها ما يخدش الحياء من صور أو نكت ويتوقف عن استقبال المزيد، وإن وصلت إليه قسراً فليحذفها حالا ولا يروج لها، فكم من (تغريدة ستقول لصاحبها دعني)، وحتى لا يساعد الأعداء على غزو بلاده بالقوة الناعمة التي تفوق في تدميرها قوة الجيوش والأسلحة الفتاكة.
وكل عام وبلادنا وشبابنا ووحدتنا الوطنية والخليجية بخير وفطنة لمكائد الأعداء التي تصاغ على شكل طرائف وإشاعات يروجها الأغبياء.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي