القمة الآسيوية الإعلامية .. والأخلاقيات المهنية

افتتحت أخيراً أعمال القمة الآسيوية الحادية عشرة في مدينة جدة وحضر حفل الافتتاح نيابةً عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، الدكتور عبد العزيز محيي الدين خوجة وزير الثقافة والإعلام وعدد كبير من وزراء إعلام آسيويين سابقين ووكلاء وزراء من الدول الآسيوية والخليجية، وقد أشرفت على أعمال هذه القمة الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع كأول تتويج عالمي لها رغم أن الهيئة لم تمض سنتها الأولى منذ تأسيسها ورغم ذلك فقد حققت نجاحاً كبيراً في الإعداد والتنظيم وإظهار الحدث بشكلٍ مشرف يليق بسمعة المملكة العربية السعودية، ولا سيما أن الحدث تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين، قبل انعقاد هذه القمة كانت هناك ورش عمل وندوات ومحاضرات تحدث فيها كبار رجال الإعلام من مختلف دول القارة الآسيوية، حيث تحدثوا عن مستقبل الإعلام المرئي والمسموع القادم الذي سيحدث ضجةً كبيرة للأجيال الإعلامية القادمة وما ترتب عليها من مفاجآت إعلامية زادت من المستوى المهني للإعلاميين والإعلاميات.
الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع ورئيسها الدكتور رياض بن كمال نجم الذي خطط لهذه القمة التخطيط الديناميكي المتحضر والملائم لظروف العصر الحديث وما يمر به العالم من أزمات عصيبة سيطرت عليها آلة الحرب والدمار وما يشهده العالم من تكثيف لعمليات الإرهاب تأتي هذه القمة لتعطي نموذجاً لطبيعة الأخلاقيات المهنية في صناعة الإعلام المرئي والمسموع.
جاءت ندوات ما قبل انعقاد القمة الآسيوية التي معها المهد الآسيوي للتنمية الإذاعية aibd ومنظمة اليونيسكو وشركة روتانا التي تحدثت حول أخلاقيات وسائل الإعلام في عصر شبكات التواصل الاجتماعي وصلتها بالصحافة، وكذلك أهمية الأخلاقيات للعاملين في وسائل الإعلام وحملة التحديات الأخلاقية المعاصرة وغيرها من المسائل ذات العلاقة، كما عنيت هذه الندوة بوسائل التواصل الاجتماعي عن السلوك الأخلاقي بما في ذلك المعضلات التي تطرحها صحافة المواطن والترابط بين ديمقراطية وسائل الإعلام والمعايير الصحافية والآثار الناجمة عن المراسلات الصحافية دون تحر وغيرها من محاذير التمثيل في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من قبل الصحافيين المهنيين ومخاطر الأسماء المستعارة التي تنتجها منصات الإنترنت، وكذلك معضلات العمل الصحافي في المجتمعات شديدة الانقسام ولعل هذه القمة سيجري بها التداول بشأن أهمية مدونات أخلاقيات المهنة وغيرها من آليات التعديل الذاتي الموضوعة للعاملين في قطاع الإعلام كما أنها تنظر في أنظمة التحرير ومساراتها في قاعات الأخبار ومدى تطبيقها في بنية وسائل التواصل الاجتماعي.
وعلى هذا فقد وضعت الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع النقاط على الحروف في إيصال رسالة إعلامية عن بدء العمل الفوري لهذه الهيئة ونجاحها المبكر الذي سبق إعلان تأسيسها ورغم محدودية عدد منسوبي هذه الهيئة إلا أنه مَكّنَ هذا العدد القليل الذي أشرف على اختياره رئيس الهيئة، حيث ثبتت نظريته في اختيار هذه المجموعة وما لها من خبرات واسعة ومساهمات إعلامية سابقة.
وبهذا ستنطلق الهيئة في واجباتها واختصاصاتها المخولة لها وسوف تعلن عن جاهزيتها لتقديم أفضل الخدمات الإعلامية المرئية والمسموعة ليكون الإعلام في المملكة العربية السعودية ركيزة هامة لمعلومات أهم مبنية على التركيز والدقة والمصداقية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي