قالوا عن التعليم العالي السعودي
يلاحظ المتابع لحركة النشر العلمي في مجال الأبحاث الأكاديمية والعلمية المنشورة والمتخصصة في التعليم العالي، زيادة أعداد الأبحاث والدراسات والاهتمام الدولي بتطور التعليم العالي السعودي. ويأتي ذلك من اعتقاد كثير من الأكاديميين أن التعليم أحد أهم القطاعات التنموية والاقتصادية والاستثمارية وأن الاستثمار في التعليم هو الاستثمار في المستقبل.
نستعرض في هذا السياق بحثا نشرته مجلة" دراسات التعليم العالي"، التي يصدرها المركز الكندي للعلوم والتعليم بعنوان "المنظور الجديد للسعي نحو التعليم: السعودية والطريق إلى مجتمع المعرفة". عملت الباحثة والأستاذة في جامعة بادوفا الإيطالية أناليزا بافان في هذا البحث، على تقديم وصف موجز للحقائق والأرقام المتعلقة بنظام التعليم العالي الحالي في المملكة. وعرضت في بحثها عددا من الموضوعات التي عرضها أول كتاب مختص في التعليم العالي السعودي باللغة الإنجليزية: "التعليم العالي في السعودية: إنجازات وتحديات وفرص" الذي نشرته سبرنجرز، إحدى أشهر دور نشر الكتب والمجلات الأكاديمية في العالم، وقد تحدثت عن الكتاب الذي وصفته الباحثة بالكتاب الملهم في مقالة سابقة.
أضافت الباحثة أن هذا الكتاب عزز وجهة نظرها بأن مجتمع المعرفة السعودي في طور التكوين، وأنه مصدر أساس للراغبين في دراسة تطورات التعليم العالي السعودي. ودعت الأكاديميين والخبراء الدوليين في بحثها إلى متابعة وضع التعليم العالي في السعودية، الذي كما وصفته بالمكان الذي تجتمع فيه التقاليد والمستقبل معا باسم التعليم. كما ترى بافان أن المملكة في استراتيجيتها المتبعة تستعد لأن تلعب دورا مهما في المجتمع التعليمي الدولي، وأن على الأوساط الأكاديمية الدولية الاهتمام بتطورات التعليم العالي في السعودية.
من جهة أخرى، ونظرا لما تشهده السعودية من تطور سريع وكبير في مجال البحث العلمي نشر البروفيسور جنق شن بمشاركة باحثيْن آخرين من المهتمين بالتعليم في جامعة سيئول الكورية بحثا يعمل على دراسة وتحليل الإنتاج البحثي للأكاديميين السعوديين باستخدام نموذج ثلاثي الحلزون، وهي طريقة استخدمت لإيجاد العلاقة بين البحث العلمي والتطور التكنولوجي في المملكة. وفقا لتحليلهم، الذي نشر في مجلة "القياسات العلمية"، أن التعاون الدولي والوطني بين قطاعات التعليم الجامعي والصناعة والحكومة. فإن التعاون البحثي للأكاديميين السعوديين في حالة نمو مستقر، بينما الإنتاج العلمي في تزايد ملحوظ منذ عام 2000. حيث أظهرت نتائج التحليل أن التطور التكنولوجي السعودي لم يكن مبنيا على البحث العلمي في المملكة كثيرا، بل اعتمد على الإبداع العالمي وبراءات الاختراع في مجال التكنولوجيا. ألمح الباحثون إلى أهمية الربط العلمي لاحتياجات التنمية والصناعة والاقتصاد السعودي، كما لاحظوا زيادة عدد طلبة الدكتوراه السعوديين الدارسين داخل المملكة أو في الخارج.
إضافة إلى ذلك، توجد العديد من الدراسات المنشورة في مقالات علمية أو رسائل دراسات عليا تبحث متغيرات التعليم العالي السعودي، لعل برنامج الملك عبد الله للابتعاث الخارجي جعل من التعليم العالي السعودي تجربة فريدة شدت انتباه كثير من الباحثين في التربية ومراكز البحث العلمي في التعليم العالي. آمل أن تتكون جهة في وزارة التعليم العالي لمتابعة كيف يرانا الآخرون والعمل على الاستفادة من ملاحظاتهم أو مرئياتهم وعدم التوقف عند مؤشرات النجاح فقط.