كريس وكريستيان وكورونا

معادلة صعبة يعلنها وزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة في مؤتمر صحافي له والفريق الطبي المرافق عن نجاح عملية فصل الطفلتين السيامي كريس وكرستيان من العراق في الوقت الذي يعُلن فيه عن وفاة حالتين في مستشفى جدة العام نتيجة مرض كورونا المكتشف حالياً في جدة، التي بلغ عدد الحالات المكتشفة 20 حالة.
كيف يمكن حل هذه المعادلة التي يعُلن فيها عن وفاة اثنين نتيجة وباء سبق أن اكتشف وتمت طمأنة المواطنين على انتهاء هذا الفيروس وها هو اليوم يعاود مرةً أخرى ويظهر من جديد حاصداً 22 حالة تنتظر مصيرها والوزير يقلل في تصريح له من أهمية هذا الوباء ويصرح بأن الوضع مطمئن وتحت السيطرة.
كيف يكون مطمئنا وهناك حالتان فارقتا الحياة والبقية تنتظر نحبها؟
إذاً هناك خلل في مستشفياتنا, فلا تزال مستشفيات وزارة الصحة غير مُرضية، فهي في حاجة إلى العناية الشاملة من جميع الجهات فأوجه القصور ليست في وكالة واحدة من وكالات وزارة الصحة.
الداخل إلى أي مستشفى أو مركز من مراكز الرعاية الصحية يرى العجب العجاب وذلك من الإهمال في النظافة ورداءة الأسرّة وقدم البطانيات.
حسبما أُعلن عن وزير الصحة أن عدد حالات فصل التوائم بلغ حتى الآن 31 حالة!
السؤال: كم تكلفة الحالة الواحدة من الفصل إذا شملت الفريق الطبي الذي سيجري العملية والأدوات المستعملة والأدوية والمتابعة بعد العملية حتى استقرار الحالة، إضافة إلى تكاليف مرافقي المرضى؟
لو أن التكلفة الإجمالية لهذه العمليات وضعت في زيادة إمكانات مستشفيات وزارة الصحة من توافر الأدوية ونظافة المستشفيات وزيادة أَسرّة المرضى والتكثيف في عمليات التعقيم والتطهير لأصبح الوضع أفضل.
إشارة أخرى يا معالي الوزير:
بعد شهرين من الآن سيبدأ موسم العمرة لشهر رمضان المبارك وهناك أفواج كبيرة من جميع الجنسيات ستأتي إلى مكة المكرمة فهل تم الاستعداد لاستقبال هذه الأعداد الكبيرة التي تحرص الدولة - أعزها الله - دائماً على سلامة المعتمرين وخلوهم من أي مرض؟
وبعدها سيبدأ موسم الحج: فهل تمت تهيئة المستشفيات بالشكل الصحيح أم أن مرض كورونا سيمر مرور الآمنين مثل ما حصل لطفلة جازان التي نقل إليها دم مصاب بنقص المناعة (الإيدز) وهي تنتظر مصيرها في أي وقت يشاء الله؟
إضافة إلى الأخطاء الناجمة من الإهمالات الطبية التي توافينا بها وسائل الإعلام من المستشفيات العامة أو الخاصة .. هذه حياة بشر يا معالي الوزير!
طمأنة الناس معناها أن الوزارة وضعت يدها على هذا المرض وقضت على انتشاره، لكن السلبيات الموجودة في المستشفيات أظهرت مرض كورونا مرة أخرى في الوقت الذي تعلنون فيه نجاح عملية كريس وكريستيان.
** علماً أنني لا أقلل من اهتمام الدولة - أعزها الله - واهتمامكم في الحرص على إجراء مثل هذه العمليات الإنسانية التي يتبناها خادم الحرمين الشريفين وتم تكليفكم بصفتكم الطبيب والجراح وليس الوزير! لكن مثلي وغيري الكثير كانوا يتمنون أن تحظى مرافقنا الطبية باهتمامكم الشخصي كما حظيت به هذه العمليات (السيامي).

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي