هايدي
هايدي مسلسل كرتوني مدبلج بسيط يحكي قصة طفلة صغيرة تعيش مع جدها العجوز في جبال الألب وتمر بالكثير من المغامرات الطفولية البريئة.
كنت وكثير من أطفال تلك الحقبة ننتظر عرض هذا المسلسل الكرتوني بشغف كبير فنضحك مع "هايدي" حين تضحك، و"تضيق صدورنا" معها حين تتألم، كنا "عايشين الجو" فعلا!
وحين تنتهي "هايدي" كنا نخرج لنلعب في الشارع مع "بزارين" الحارة، أحيانا ننتعل أحذية وفي معظم الأحيان لا نفعل، لم تكن أمهاتنا يشعرن بالهلع والقلق علينا، فقد كانت معظم أبواب الجيران مشرعة، والشوارع آمنة. عشنا طفولتنا "بالطول والعرض" كان أطفال الحارة يعرفون بعضهم بعضا، بل يعرفون "معيارة" كل واحد فيهم، وهذا هو السلاح القاتل الذي كنا نستخدمه ضد بعضنا في حالة "الهواش" الذي ينتهي عادة سريعا!
اليوم أشفق كثيرا على أطفال الأجهزة الذكية، لم تعد تستهويهم المسلسلات الكرتونية ولا اللعب مع بعضهم بعضا بقدر ما يستهويهم اليوتيوب والبلاي ستيشن وغيرهما.
يقول سقراط "لا تكرهوا أولادكم على آثاركم، فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم". من المستحيل طبعا أن نوقف عجلة الزمن ونحلم بأن يكون أطفالنا نسخة منا، ولكن في المقابل نحن مسؤولون بألا نجعلهم ضحايا لهذه الأجهزة، وذلك من خلال إرشادهم وتوجيههم.
وفي دراسة في الكويت قامت بها مجموعة البحث العلمي في مستشفى الجهراء تحت إشراف الدكتور فهد العنزي على الأطفال من سن 6 إلى 12 سنة، أظهرت النتائج أن 73 في المائة من الأطفال الذين شملتهم الدراسة توقفوا تماما عن ممارسة الرياضة والأنشطة الدينية والهوايات الأخرى بعد اقتناء هذه الأجهزة الإلكترونية، وأظهرت النتائج أن 69 في المائة من الأطفال الذين شملتهم الدراسة يصرون على اصطحاب هذه الأجهزة الذكية في أثناء خروجهم خارج المنزل. وبالنسبة لتأثير هذه الأجهزة في الأطفال الذين شملتهم الدراسة، فقد لاحظ 56 في المائة من الآباء والأمهات الذين شملهم الاستبيان أن أطفالهم يعانون بعض الأعراض التي تصاحب استخدام الأجهزة مثل احمرار العينين وآلام الرقبة واليد والأصابع واضطرابات النوم.
وكذلك كشف العلماء أخيرا أن الوميض المتقطع بسبب المستويات العالية والمتباينة من الإضاءة في الألعاب الموجودة على هذه الأجهزة قد يتسبب في حدوث نوبات من الصرع لدى الأطفال.
أطفالنا ضحايا لهذه الأجهزة.. فهل ندرك ذلك؟