«كاوست» والمستقبل

سأبدأ مقالي اليوم بنقل مقتطف من كلمة خادم الحرمين الشريفين "منشورة في الموقع الإلكتروني لجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية".
"ورغبة مني في إحياء ونشر فضيلة العلم العظيمة التي ميزت العالمين العربي والإسلامي في العصور الأولى، فقد رأيت أن أؤسس جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية على ساحل البحر الأحمر في السعودية.
وستمثل الجامعة، باعتبارها "بيتاً جديداً للحكمة"، منارة للسلام والأمل والوفاق وستعمل لخدمة أبناء المملكة ولنفع جميع شعوب العالم عملاً بأحكام ديننا الحنيف، حيث يبين لنا القرآن العظيم أن الله تعالى خلق بني آدم من أجل أن يتعارفوا "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا".
وإنني أرغب في أن تصبح هذه الجامعة الجديدة واحدة من مؤسسات العالم الكبرى للبحوث؛ وأن تُعَلّم أجيال المستقبل من العلماء والمهندسين والتقنيين وتدربهم، وأن تعزز المشاركة والتعاون مع غيرها من جامعات البحوث الكبرى ومؤسسات القطاع الخاص على أساس الجدارة والتميز.
وستتوافر للجامعة كل الموارد التي تحتاج إليها لتحقيق هذه الأهداف، حيث يجري حالياً إنشاء وقف دائم يديره لمصلحتها مجلس أمناء مستقل، تتمثل فيه الإدارة الحكيمة والمسؤولة، دعما لروح الإبداع التي تعبر عنها الجامعة".
وبسبب بعد الجامعة وإدارتها عن الإعلام فإن أغلب مواطني المملكة لا يعلمون إلا القليل عن الجامعة، والمهم في وجهة نظري هو الثقافة التي تتبناها الجامعة، والمأمول أن تغرس لدى كل مواطن ليغرسها في أبنائه وأحفاده.
وقبل أن أصل لما أتمناها سأنعطف على جزء آخر من مقال الأستاذة أميمة.
"ولكن يبدو أن هذا كان حلماً خاطفاً في تاريخنا كما حكى عن خيال الطيف وسنان، وبيت الحكمة كتلك المدن الأسطورية التي تخرج مرة كل ألف عام لليلة واحدة ومن ثم تتلاشى لتلتهمها رمال صحراء الجزيرة.
ودخل العالم العربي والإسلامي من وقتها في أزمنة التخلف والانحطاط وهيمنة فكر الخرافة، ولم تقم لهم قائمة إلى الآن وظل العلم والعقل والحياة الفكرية الفلسفية سجينة قضبان الوثيقة القادرية إلى يومنا هذا".
وكي يخلد حلم خادم الحرمين الشريفين أتمنى من مجلس أمنائها أن يعمل على تبني تحقيق الشراكات التالية:
- الشراكة مع جميع الجهات الإعلامية لإبراز أنشطتها وفعاليتها بهدف بناء إيمان بدور الجامعة والمأمول منها لدى كل المواطنين وبشكل مستمر.
- الشراكة مع وزارة التربية والتعليم من خلال برامج مشتركة تثقيفية تعرف كل طالب بالجامعة وأنشطتها وتعليمية من خلال إشراك الطلبة في بعض البرامج أو استعانة باحثيها ببعض الطلبة.
- الشراكة مع وزارة التعليم العالي من خلال تبني برامج بحوث وفعاليات مشتركة ملزمة للجامعات كافة.
- الشراكة مع القطاع الخاص الصغير والمتوسط بالتحديد من خلال برامج مختلفة تتبناها الجامعة بهدف تحقيق منفعة مشتركة ومتبادلة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي