الأمانة .. والخدمات العامة

نقلت أمانة مدينة الرياض (4091) سيارة تالفة كانت تحتل شوارع المدينة. تخيّلوا كم التشويه الذي سبّبته تلك السيارات وطول مدته، لكن مشوّهات المنظر منتشرة. طالب محدثكم قبل أكثر من شهر الرقم المجاني (940) بالنظر والتلطف بإصلاح هبوط خطير في الشارع المجاور لمنزلي، وأنا أنتظر وصول العون "منذئذ" والهبوط يستفحل.
أظن أن المسؤول يضع معايير ومستوى معيناً من الخدمة في ذهنه ويتوقع أن يسير العاملون معه في الاتجاه نفسه. لكن الرقابة على المخرجات إن لم تتم من خلال عملية تقييم وإصلاح علمية فسيكون المخطط في وادٍ والمنفذون في وادٍ آخر. الخاسر في النهاية هو المواطن الذي تخدمه التقارير فقط.
قلت ما قلت لأنني لم أفهم كيف غفلت الأمانة عن هذا الكم الكبير من السيارات. إلا لأن أحداً لم يقم بإجراء مناسب وسريع للتخلص منها ومن غيرها رغم التواجد المستمر للموظفين في الميدان.
المؤسف أن يسهم موظف البلدية في الإساءة للشكل العام للمدينة كما نشاهد جميعاً في استخدام موظفي البلدية "مسدسات الدهان" والكتابة بطريقة " قبيحة" على المباني أو السيارات المطلوب إزالتها، أو حتى طلبات حضور أصحاب المواقع التي يشوّهها الموظف.
تعتمد النقلة المهمة على تحويل موظف البلدية من مجرد شخص يخرج صباحاً لإنجاز أعمال معينة دون ترتيب أو عناية، إلى مؤمن بالعناية بالبيئة مهتمٍ بجمال ورونق المدينة. الربط بين موظف البلدية وبيئة المدينة يتطلب أن تدرج هذه المفاهيم بطريقة منهجية والتأكد من رسوخها في ذهن العاملين بدءاً من أصغر موظف.
وما دمنا في سيرة الجماليات والخدمات، أذكر أن الناس كانوا في زمن مضى يذهبون إلى الخلاء خلف المباني أو في المناطق المعزولة عن الحركة، لقضاء حاجاتهم.
تطور العالم وتوافرت الخدمات، ولا تزال دورات المياه العامة في مدننا بعيدة عن المأمول لإهمال المفهوم والاعتماد على ما يوجد في المساجد وهي أقل من المطلوب في جميع النواحي.
يمكن أن تتبنى البلديات المحافظة على دورات المياه في المساجد من خلال مشاريع النظافة الخاصة بها، لكن هذا لا ينفي الحاجة إلى دورات مياه عامة على مستوى جيد في مواقع كثيرة من المدينة - وإن برسوم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي