الوطن وأمنه.. لا عذر ولا مجاملة بعد اليوم

هي دعوة لالتزام الطريق القويم والبعد عن مضادة منهج الدولة الذي سارت عليه منذ أن قامت دولة إسلامية العقيدة، شرعية المنهج، واضحة في علاقاتها مع الجميع من دول ومنظمات وأفراد، وليست هذه هي أول مواجهة للدولة ومن ورائها المجتمع مع التطرف، فقد عانينا منه وانتصرنا عليه، واليوم هناك ضرورة ماسة لمزيد من الشفافية وتسمية الأشياء باسمها الصحيح دون مواربة أو مجاملة، فالحقيقة ليس لها سوى عنوان واحد وهو مطلب لكل من يريد الحق ويسعى له، ولذا فقد جاء الأمر الملكي بتحدد الجهات المعنية بالإرهاب وتسميتها وإعلان موقفنا منها بصورة في غاية الوضوح.
والمهم من هذا كله أن تطبيق العقوبات على من يخالفون أنظمة الدولة والتعليمات الصادرة في هذا الشأن سيكونون عرضة للعقاب الصارم، فالأمن الوطني ومحافظتنا على الوحدة الوطنية وحماية أمننا الفكري خط أحمر لا مجال لتجاوزه أو محاولة التحريض على تخطيه، وهو أمر متوقع. فقبل أيام قليلة صدر أمر ملكي بتطبيق عقوبات مشددة على من ينتمون لجماعات مسلحة ويقاتلون تحت رايتها، أو يسوقون لفكرها الضال، أو يدعون الناس إليه أو يتعاطفون معه. وقد أخذ الأمر الملكي بمنهج حكيم هو التدرج في فرض العقوبات، فقد حدد مهلة سمح فيها لمن خرج للقتال تحت تلك الرايات بالعودة إلى البلاد والعفو عنه، وهو منهج لا يميل للعقاب بقدر ما يتيح الفرصة لمن أراد الخير لنفسه وأسرته ومجتمعه ووطنه.
نعم هناك أسماء أصبح موقفنا منها معلنا ونصفها بأنها تنظيمات إرهابية يجب الحذر منها وعدم الانخراط في العمل تحت راياتها في أي مكان في العالم، وعلى الأخص تلك التنظيمات المتطرفة في منهجها الديني، التي باتت اليوم تلعب دورا خطيرا جدا في الأمن والاستقرار في المنطقة، ومما يؤسف له أن هناك من يتعاطف معها ويسير في ركابها ويروج لفكرها الضال، والأخطر أن هناك من يمولها ويقدم لها أسباب القوة ويمدها بعناصر الحياة كي تستمر في تنفيذ مخططها الخارج عن الشرع والنظام وسلطة الدولة ومصالح المجتمع.
لقد حسمت وزارة الداخلية الأسماء؛ فالقاعدة في مقدمة المنظمات الإرهابية ومعها داعش وجبهة النصرة وجماعة الإخوان المسلمين، والقائمة قابلة للتحديث مع كل منظمة أو جهة تنهج ذلك النهج الضال، فيتم ضمها للقائمة دون تردد، وأن على كل فرد في مجتمعنا أن يعلم أن حفظ الأمن والاستقرار في مجتمعنا يكون بالالتزام بأنظمة الدولة وقوانينها والأخذ بهذه التحذيرات ووضعها موضع التطبيق والقناعة بها، فما تخفيه المنظمات الإرهابية لا يمكن معرفته سوى من مصادر دقيقة تستطيع الكشف عن أجندة تلك المنظمات من خلال متابعة ما تخطط له في الخفاء وما ترسمه في اجتماعاتها المشبوهة، التي إن اتسمت بالسر عن الجميع إلا أنها مكشوفة لأجهزة الدولة وبالأدلة القاطعة.
وهناك بلا شك منظمات مشابهة لما هو وارد في القائمة، وأوجه التشابه أنها جميعا قد ضلت الطريق وحملت السلاح ووظفت الطاقات لخدمة أغراضها، ودعت إلى اتباع منهجها التكفيري الذي يقف موقف العداء من كل من يخالفه، بل تذهب نحو التكفير والتفسيق والتبديع لمن يخالف منهجها في العنف والتخريب، وهو أبعد ما يكون عن مفهوم التضامن والتعاون بين المسلمين، وهو هدف نبيل وغاية عظيمة، متى تنازلنا عنها فقدنا وحدتنا وأمننا، وهو ما لا يمكن المساومة حوله، بل يجب الدفاع عنه والتحذير من المغرضين الذين باتوا اليوم خصوما لأمننا ومنجزاتنا، والتصدي لهم يعني النجاح في وقف خطر إرهابهم ومنعه بعون من الله وتوفيقه.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي