يا خطوط «فكوا وحنا نفك»
قررت "السعودية" زيادة سعر التذكرة الصادرة من المكاتب السياحية. تم وضع رسم على التخلف عن الرحلة. لا بد من زيادة سعر درجتي الأفق والأولى. رفعنا سعر الدرجة السياحية. كل هذه الزيادات لم تكف السادة في "الخطوط السعودية". بل إنهم ألغوا خطوط سير تاريخية، مثل الطائف ـــ لعدم الربحية. الضحية في كل هذا ركاب الرحلات الداخلية، لأنه ليس هناك منافسون "معتبرون".
لكن مشكلات الخطوط من داخلها ـــ في الغالب ـــ ولعل كثيراً من المسافرين يلاحظون أن الرحلات التي لا يمكن الحجز عليها تقلع بمقاعد كثيرة خالية. بل إن الخطاب الذي انتشر أخيراً أكد أن هذه مشكلة قائمة واعترفت بها القيادة العليا في "الخطوط"، وشكّلت لها لجنة.
أعتقد أن تلك كانت أسرع لجنة في تحقيق النتائج ورفع المحاضر. فبدلاً من معاقبة المتسبّبين في خسارة السعات المقعدية في الطائرات، أو تحويل المقاعد إلى الحجز الآلي بحيث يستطيع أي شخص أن يحجزها ما دامت متوافرة.
بدل تقليص دور العنصر البشري الذي يسيء للخطوط مثلما كان العنصر البشري يسيء للاتصالات السعودية، قررت اللجنة الموقرة أنها لا تستطيع تأديب موظفيها وإنما ستؤدب الركاب بدلاً من ذلك، وتستعيد الخسائر التي تتكبّدها "الخطوط" من جيوب المواطنين الذين يضطرون للحجز في وقت متأخر، إما لحالة وفاة وإما لحادث أو مرض أو ظرف طارئ لا يستطيعون السيطرة عليه.
ما السيناريو القادم؟ أتوقع أن تتاح للمسافرين 70 في المائة من السعة المقعدية للحجز على كل الرحلات. بهذا يستطيع 40 في المائة فقط من المسافرين أن يحصلوا على السعر الأساسي ـــ في أفضل الحالات، بينما يسافر 60 في المائة بالسعر الجديد. هذه المناورة ليست جديدة ولكنها مرفوضة من قبلي ـــ على الأقل "وكأن لي من الأمر شيئاً".
سبب رفضي هو أنني كمواطن سعودي تشاركني "الخطوط السعودية" في 18 مليار ريال من ميزانية الدولة، وتحصل كذلك على أسعار خاصة للوقود الذي تبيعه لها شركة الوطن "أرامكو"، أقول لها ولمسؤوليها: اتركونا في حالنا واخرجوا من السوق، ولو حصل كل مواطن على ألف ريال وهي حصة "السعودية" من ميزانية الدولة، وفتحت الأجواء للشركات العالمية، فستكفيه الألف ريال لشراء التذاكر. وعلى قولة مَن يتوقع الهزيمة في المنازلة أقول "فكوا وحنا نفك".